[ ] قال بعض مشايخنا : والمحققون من أئمة الحديث خصوصا المتقدمين ، مذهب أهل الحديث ، كيحيى بن سعيد القطان ، ومن بعدهما وعبد الرحمن بن مهدي ، كأحمد بن حنبل ، وعلي بن المديني ، وهذه الطبقة ومن بعدهم ، ويحيى بن معين ، كالبخاري ، وأبي زرعة الرازيين ، وأبي حاتم ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وأمثالهم ، ، كل هؤلاء مقتضى تصرفهم في الزيادة قبولا وردا الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند الواحد منهم في كل حديث ، ولا يحكمون في المسألة بحكم كلي يعم جميع الأحاديث ، وهذا هو الحق الصواب في نظر أهل الحديث . [ ص: 243 ] ومنهم من قبل زيادة الثقة مطلقا ، سواء اتحد المجلس أو تعدد ، كثر الساكتون أو تساووا ، ومن هؤلاء والدارقطني الحاكم ، فقد أخرجا في كتابيهما اللذين التزما فيهما الصحة كثيرا من الأحاديث المتضمنة للزيادة التي تفرد بها راو واحد ، وخالف فيها العدد والأحفظ ، وقد اختار وابن حبان هذا المذهب ، وحكاه عن جمهور الفقهاء والمحدثين . الخطيب
وقد نوزع في نقله ذلك عن جمهور المحدثين . وعمدتهم هو أن الواحد لو انفرد بنقل حديث عن جميع الحفاظ قبل ، فكذلك إذا انفرد بالزيادة ; لأن العدل لا يتهم ، وهو مردود ، فإن تفرد بأصل الحديث لا يتطرق الوهم إلى غيره من الثقات ، بخلاف تفرده بالزيادة إذا خالف من هو أحفظ ، فإن الظن مرجح لقولهم دونه ، لا سيما عند اتحاد المجلس .