المطلب السابع: الإثابة على الهبة، والدعاء للواهب
يستحب لمن وهب له هبة أن يثيب عليها;
(14 ) لما روى من طريق البخاري هشام، عن أبيه، عن رضي الله عنها قالت: عائشة "كان رسول صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية، ويثيب عليها".
فرع:
يستحب للمهدى إليه أن يدعو للمهدي، ويستحب للمهدي إذا دعا له المهدى إليه أن يدعو أيضا له.
(15 ) لما رواه من طريق الترمذي سعير بن الخمس، عن سليمان التيمي، عن عن أبي عثمان النهدي، رضي الله عنه قال: قال رسول الله: أسامة بن زيد "من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء".
[ ص: 60 ] (16 ) ولما رواه من طريق النسائي عبيد بن أبي الجعد، عن رضي الله عنها، قالت: عائشة أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة، فقال: "اقسميها، فكانت إذا رجعت الخادم تقول: ماذا قالوا؟ تقول الخادم: قالوا: بارك الله فيكم، فتقول عائشة وفيهم بارك الله، نرد عليهم مثل ما قالوا، ويبقى أجرنا لنا". عائشة:
قال ابن علان: "قوله: (نرد عليهم ) : أي: نرد عليهم دعاءهم... ليكون الدعاء منا مقابل الدعاء لنا، ويبقى لنا الأجر الكامل... وإلا فالظاهر: أن دعاء المتصدق عليه وسكوت المتصدق لا يذهب أجر صدقته".
(17 ) وروى من طريق مسلم سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن رضي الله عنه أنه قال: أبي هريرة
[ ص: 61 ] أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا..."، ثم يدعو أصغر وليد له ويعطيه ذلك الثمر. "كان الناس إذا رأوا التمر جاؤوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا:
[ ص: 62 ]