المبحث الرابع: الفرق بين الوقف والميراث
1 - أحكام الوقف أكثرها اجتهادية، أما الميراث فأكثر أحكامه منصوصة في القرآن والسنة.
2 - أن أما الميراث لا يكون للوارث إلا بعد موت المورث، الوقف فهو أعم; لأنه يكون في حياة الواقف وبعد مماته.
3 - أن أما الميراث له أنصبة محددة، وفروض مقدرة من الشرع لا يجوز تجاوزها، عليهم كيفما شاء. الوقف فللواقف الحق في زيادة ونقصان حصص الموقوف
4 - أن أما الوقف الميراث يشترط له وجود وارث حقيقي، فإنه ينصرف إلى مصرف الصدقات، وهم الفقراء أو إلى أقارب الواقف. فلو وقفه واقفه ولم يحدد له مصرفا،
5 - أن أما الميراث يتعلق به حقوق خاصة بالمورث كمؤنة تجهيزه، وسداد ديونه، وإخراج وصيته ثم يوزع بعد ذلك، الوقف فلا تتعلق به حقوق خاصة بالواقف، بل إن الواقف لا يعود إليه شيء من منافعه.
6 - أن ولا يخرج عنهم، ليس لإرادة المورث فيهم حق، فلا يدخل فيه من يشاء ولا يخرج من شاء، أما الوقف الميراث له مستحقون معلومون من قبل الشرع، وله أن يدخل من شاء ويخرج من شاء. فالمستحقون للوقف يحددهم الواقف،
7 - أن الميراث ليس موردا دائما ومستمرا، بل هو مورد وقتي يناله [ ص: 216 ] الورثة بقدر أنصبتهم، ثم قد يتصرفون فيه ساعة تملكهم له ويخرجونه من ملكهم، وبعد وقت قصير لا يوجد عندهم منه شيء، أما الوقف فمورد دائم ومستمر لتحقيق غرض صاحبه في المصلحة التي أرادها الواقف، فنفعه للموقوف عليه متجدد ودائم أزمنة متطاولة، ولا يستطيع الموقوف عليه التصرف فيه لا ببيع ولا هبة ولا ميراث.
8 - أن الميراث يخص جيلا معينا دون غيرهم وهم ورثة المورث، فيكون الانتفاع بالإرث في بعض الأحيان مقصورا على الورثة، أما الوقف فهو ممتد للأجيال التالية، فينتفعون به بعد الأجيال السابقة أزمنة عديدة .