الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      والليل إذا يغشى : [أي: إذا يغشى النهار]، وقيل: يغشى كل شيء بظلمته.

                                                                                                                                                                                                                                      والنهار إذا تجلى} أي: انكشف ضوؤه.

                                                                                                                                                                                                                                      وما خلق الذكر والأنثى : قيل: معناه: وخلق الذكر والأنثى، وقيل: المعنى: والذي خلق الذكر والأنثى.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو عمرو: أهل مكة يقولون للرعد: (سبحان ما سبحت له!) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 118 ] وقوله: إن سعيكم لشتى : هذا جواب القسم; والمعنى: أن منكم مطيعا، ومنكم عاصيا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وصدق بالحسنى أي: بالخلف من الله على نفقته، عن ابن عباس وعكرمة.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد، والحسن: بالجنة.

                                                                                                                                                                                                                                      والضحاك: بتوحيد الله عز وجل.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبد الرحمن السلمي: (الحسنى) : لا إله إلا الله.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم معنى فسنيسره لليسرى ، وروي: أن هذا نزل في أبي بكر رضي الله عنه حين اشترى تسعة كانوا في أيدي المشركين لله عز وجل، ونزل وأما من بخل واستغنى في أبي سفيان.

                                                                                                                                                                                                                                      و (العسرى) : النار، قاله الضحاك وغيره; والمعنى: للحال العسرى.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى بخل واستغنى أي: بخل بالإنفاق في سبيل الله، واستغنى عن ثوابه.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 119 ] ابن عباس: هو من أغناه الله; فبخل بالزكاة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما يغني عنه ماله إذا تردى أي: إذا تردى في النار.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: هو من (ردي) ; إذا هلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن علينا للهدى أي: للهدى والضلال; فحذف.

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة: المعنى: إن علينا بيان الحلال والحرام، وقيل: المعنى: إن علينا أن نهدي من سلك سبيل الهدى.

                                                                                                                                                                                                                                      وإن لنا للآخرة والأولى يعني: ملكهما جميعا، الفراء: يعني: ثوابهما.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فأنذرتكم نارا تلظى أي: تتوقد.

                                                                                                                                                                                                                                      لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى يعني: أنها نار مخصوصة للكفار.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: في الكلام حذف دل عليه غير هذا الموضع من القرآن; والمعنى: لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى، ومن عصى، وإن لم يكذب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو على تقدير حذف الواو; والمعنى: إلا الأشقى، والذي كذب وتولى; كما حكي عن العرب: (أكلت خبزا لحما) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: لا يصلاها إلا الأشقى من الكفار، والعاصين الذين هم غير كفار، ثم أعاد ذكر الكفار; تأكيدا وتنبيها أنهم أشقى الأشقياء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن معنى لا يصلاها} : لا يخلد فيها.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 120 ] الفراء: {الأشقى} : الشقي في علم الله، قال: ومعنى {كذب} : قصر، مأخوذ من قولهم: (حمل فلان على فلان، فما كذب) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: الذي يؤتي ماله يتزكى أي: يتطهر من الذنوب.

                                                                                                                                                                                                                                      وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى أي: ليس يتصدق ليجازى على نعمة، وإنما يبتغي وجه ربه الأعلى.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: المعنى: ليس يتصدق ليجازى على صدقته; فهو مقلوب; والمعنى: وما له عند أحد من نعمة تجزى.

                                                                                                                                                                                                                                      قال عبد الله بن الزبير: نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية