التفسير:
معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=171نتقنا الجبل : اقتلعناه، ورفعناه، وتقدم ذكر خبره في [البقرة: 63].
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ... الآية:
[قيل: إن الآية مخصوصة فيمن أخذ عليه العهد على ألسنة الأنبياء.
وقيل: إن خلقه تعالى إياهم، وتدبيره لهم؛ بما فيه من الدلالة على قدرته ووحدانيته؛ قام مقام الإشهاد عليهم، والإقرار منهم، كما قال في السماوات والأرض:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11قالتا أتينا [فصلت: 11]].
[ ص: 126 ] وقد جاء في الخبر:
"أن الله تعالى مسح ظهر آدم بيده، فاستخرج منه من هو مولود إلى يوم القيامة كهيئة الذر، وقال: يا آدم؛ هؤلاء ذريتك، أخذت عليهم العهد بأن يعبدوني، ولا يشركوا بي شيئا، وعلي رزقهم، فقال: نعم يا رب، فقال الله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172ألست بربكم قالوا بلى ، فقال للملائكة: اشهدوا، فقالت الملائكة: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ، إلى قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=173بما فعل المبطلون "، هذا كله من قول الملائكة،
nindex.php?page=treesubj&link=28910ومعنى nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172أن تقولوا : لئلا تقولوا.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أشهد بعضهم على بعض؛ فالمعنى على هذا: قالوا: بلى شهد بعضنا على بعض؛ كي لا يقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين؛ فيوقف على القول الأول على: {بلى}، ولا يحسن الوقف عليه في الثاني.
وفي بعض الروايات: أنهم أجابوا الله عز وجل بالتلبية، فقالوا: أطعناك، لبيك اللهم لبيك؛ فأعطيها آدم في المناسك.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=175واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها : قال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : هو
بلعم بن باعوراء. [ ص: 127 ] nindex.php?page=showalam&ids=16871مالك بن دينار: بعث
بلعم بن باعوراء إلى ملك
مدين؛ ليدعوه إلى الإيمان، فأعطاه، وأقطعه، فاتبع دينه، وترك دين
موسى؛ ففيه نزلت هذه الآيات.
المعتمر بن
سليمان ، عن أبيه: كان بلعم قد أوتي النبوة، وكان مجاب الدعوة، فلما أقبل
موسى في
بني إسرائيل يريد قتال الجبارين؛ سأل الجبارون
بلعم بن باعوراء أن يدعو على
موسى، فقام ليدعو، فتحول لسانه بالدعاء على أصحابه، فقيل له في ذلك، فقال: ما أقدر على أكثر مما تسمعون، ولكني أرى أن تخرجوا إليهم بناتكم، فإن الله يبغض الزنا، فإن وقعوا فيه هلكوا. ففعلوا، فوقع
بنو إسرائيل في الزنا، فأرسل الله عليهم الطاعون، فمات منهم سبعون ألفا.
وروي: أن
بلعم بن باعوراء دعا ألا يدخل
موسى مدينة الجبارين، فاستجيب له، ودعا عليه
موسى أن ينسيه الله اسمه الأعظم، فنسيه.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كان
بلعم من مدينة الجبارين، وقيل: كان من
اليمن. [ ص: 128 ] nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر : نزلت في
أمية بن أبي الصلت، كان قد قرأ الكتب، وكان يخبر الناس بصفة النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث، فلما بعث؛ كفر به.
nindex.php?page=treesubj&link=28910ومعنى nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=175فانسلخ منها : نزع منه العلم الذي كان يعلمه.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176ولو شئنا لرفعناه بها أي: بالآيات، فحلنا بينه وبين المعصية.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176ولكنه أخلد إلى الأرض أي: ركن إليها، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : سكن إليها؛ أي: سكن إلى لذاتها، وأصل (الإخلاد): اللزوم؛ فكأن المعنى: لزم لذات الأرض.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176إن تحمل عليه : إن تطرده؛ فالمعنى: أنه لاهث على كل حال، طردته أو لم تطرده، فضرب الله المثل لهذا الذي لم ينتفع بالآيات بالكلب، فكما أن الكلب يلهث، ولا ينتفع بترك الحمل عليه؛ فكذلك هذا الذي أوتي الآيات، فلم ينتفع بها.
الكلبي: المعنى: أنه ضال، وعظته أو لم تعظه.
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : كان
بلعم بعد ذلك يلهث كما يلهث الكلب، وهذا المثل في قول كثير من أهل التأويل عام في كل من أوتي القرآن فلم يعمل به، وقيل: هو
[ ص: 129 ] في كل منافق.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=177ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا أي: ساء مثلا مثل القوم.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=179ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس : في هذه الآية دليل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=30452الله تعالى قضى على الكافر بكفره، وخلقه لغير عبادته؛ لأنه لا يذرأ لجهنم من خلقه لعبادته.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=179لهم قلوب لا يفقهون بها إلى آخر الآية: قد تقدم القول في مثله.
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=179بل هم أضل أي: أضل من الأنعام؛ لأنها تبصر منافعها ومضارها، وهم لا يبصرون ذلك.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=180ولله الأسماء الحسنى : قد ذكرت الأسماء التي قال النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=908936 "لله تسعة وتسعون اسما، من أحصاها؛ دخل الجنة" في "الكبير".
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=180وذروا الذين يلحدون في أسمائه : قيل: هو تسميتهم (اللات) من اسم (الله) تعالى، و (العزى) من (العزيز)، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد .
وقيل: هو تسميتهم الأوثان آلهة، وتسميتهم الله عز وجل أب المسيح.
وأصل (الإلحاد): الميل.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=181وممن خلقنا أمة يهدون بالحق : هذا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، روي ذلك عنه صلى الله عليه وسلم.
[ ص: 130 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=182سنستدرجهم من حيث لا يعلمون أي: سنظهر لهم النعم، على تماديهم في كفرهم؛ ليغتروا بذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=183وأملي لهم أي: أطيل لهم، وأؤخر عقوبتهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=183إن كيدي متين أي: شديد قوي، وأصله من (المتن) ؛ وهو اللحم الغليظ الذي عن جانب الصلب.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=184أولم يتفكروا أي: أولم يتفكروا فيما جاءهم به
محمد صلى الله عليه وسلم، والوقف على {يتفكروا} حسن، ثم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=184ما بصاحبهم من جنة ، رد لقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6يا أيها الذي نـزل عليه الذكر إنك لمجنون [الحجر: 6].
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض : [
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : أي: في خلق السماوات والأرض]، و (الملكوت): من أبنية المبالغة؛ فمعناه: الملك العظيم.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185وما خلق الله من شيء : معطوف على ما قبله؛ أي: وفيما خلق الله من الأشياء.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم أي: وفى آجالهم التي عسى أن تكون قد اقتربت، وهم يسوفون بالتوبة.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185فبأي حديث بعده يؤمنون أي: بعد القرآن، وقيل: بعد النبي عليه الصلاة والسلام، ويجوز أن تكون (الهاء) للأجل؛ على معنى: فبأي حديث بعد الأجل يؤمنون حين لا ينفع الإيمان؛ لأن الآخرة ليست بدار تكليف.
[ ص: 131 ] [ ص: 132 ] [ ص: 133 ] وقيل: لو كنت أعلم ما يريده الله تعالى مني؛ لعملته قبل أن أؤمر به.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=188وما مسني السوء أي: ما بي جنون كما تنسبون إلي، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
وقيل: المعنى: لاستكثرت من الخير، وما مسني الفقر؛ لاستكثاري من الخير.
التَّفْسِيرُ:
مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=171نَتَقْنَا الْجَبَلَ : اقْتَلَعْنَاهُ، وَرَفَعْنَاهُ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ خَبَرِهِ فِي [الْبَقَرَةُ: 63].
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ... الْآيَةَ:
[قِيلَ: إِنَّ الْآيَةَ مَخْصُوصَةٌ فِيمَنْ أُخِذَ عَلَيْهِ الْعَهْدُ عَلَى أَلْسِنَةِ الْأَنْبِيَاءِ.
وَقِيلَ: إِنَّ خَلْقَهُ تَعَالَى إِيَّاهُمْ، وَتَدْبِيرَهُ لَهُمْ؛ بِمَا فِيهِ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى قُدْرَتِهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ؛ قَامَ مَقَامَ الْإِشْهَادِ عَلَيْهِمْ، وَالْإِقْرَارِ مِنْهُمْ، كَمَا قَالَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11قَالَتَا أَتَيْنَا [فُصِّلَتْ: 11]].
[ ص: 126 ] وَقَدْ جَاءَ فِي الْخَبَرِ:
"أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَسَحَ ظَهْرَ آدَمَ بِيَدِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَةِ الذَّرِّ، وَقَالَ: يَا آدَمُ؛ هَؤُلَاءِ ذَرِّيَّتُكَ، أَخَذْتُ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ بِأَنْ يَعْبُدُونِي، وَلَا يُشْرِكُوا بِي شَيْئًا، وَعَلَيَّ رِزْقُهُمْ، فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ، فَقَالَ لِلْمَلَائِكَةِ: اشْهَدُوا، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، إِلَى قَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=173بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ "، هَذَا كُلُّهُ مِنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ،
nindex.php?page=treesubj&link=28910وَمَعْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172أَنْ تَقُولُوا : لِئَلَّا تَقُولُوا.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : أَشْهَدَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ؛ فَالْمَعْنَى عَلَى هَذَا: قَالُوا: بَلَى شَهِدَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ؛ كَيْ لَا يَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ؛ فَيُوقَفُ عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ عَلَى: {بَلَى}، وَلَا يَحْسُنُ الْوَقْفُ عَلَيْهِ فِي الثَّانِي.
وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: أَنَّهُمْ أَجَابُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِالتَّلْبِيَةِ، فَقَالُوا: أَطَعْنَاكَ، لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ؛ فَأُعْطِيَهَا آدَمُ فِي الْمَنَاسِكِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=175وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ
بَلْعَمُ بْنُ بَاعُورَاءَ. [ ص: 127 ] nindex.php?page=showalam&ids=16871مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: بُعِثَ
بَلْعَمُ بْنُ بَاعُورَاءَ إِلَى مَلِكِ
مَدْيَنَ؛ لِيَدْعُوَهُ إِلَى الْإِيمَانِ، فَأَعْطَاهُ، وَأَقْطَعَهُ، فَاتَّبَعَ دِينَهُ، وَتَرَكَ دِينَ
مُوسَى؛ فَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ.
الْمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ: كَانَ بَلْعَمُ قَدْ أُوتِيَ النُّبُوَّةَ، وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، فَلَمَّا أَقْبَلَ
مُوسَى فِي
بَنِي إِسْرَائِيلَ يُرِيدُ قِتَالَ الْجَبَّارِينَ؛ سَأَلَ الْجَبَّارُونَ
بَلْعَمَ بْنَ بَاعُورَاءَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى
مُوسَى، فَقَامَ لِيَدْعُوَ، فَتَحَوَّلَ لِسَانُهُ بِالدُّعَاءِ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا أَقْدِرُ عَلَى أَكْثَرَ مِمَّا تَسْمَعُونَ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُخْرِجُوا إِلَيْهِمْ بَنَاتِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الزِّنَا، فَإِنْ وَقَعُوا فِيهِ هَلَكُوا. فَفَعَلُوا، فَوَقَعَ
بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الزِّنَا، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الطَّاعُونَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا.
وَرُوِيَ: أَنَّ
بَلْعَمَ بْنَ بَاعُورَاءَ دَعَا أَلَّا يَدْخُلَ
مُوسَى مَدِينَةَ الْجَبَّارِينَ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ، وَدَعَا عَلَيْهِ
مُوسَى أَنْ يُنْسِيَهُ اللَّهُ اسْمَهُ الْأَعْظَمَ، فَنَسِيَهُ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ
بَلْعَمُ مِنْ مَدِينَةِ الْجَبَّارِينَ، وَقِيلَ: كَانَ مِنَ
الْيَمَنِ. [ ص: 128 ] nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : نَزَلَتْ فِي
أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ، كَانَ قَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ، وَكَانَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِصِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ، فَلَمَّا بُعِثَ؛ كَفَرَ بِهِ.
nindex.php?page=treesubj&link=28910وَمَعْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=175فَانْسَلَخَ مِنْهَا : نُزِعَ مِنْهُ الْعِلْمُ الَّذِي كَانَ يَعْلَمُهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا أَيْ: بِالْآيَاتِ، فَحُلْنَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَعْصِيَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ أَيْ: رَكَنَ إِلَيْهَا، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنِ جُبَيْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : سَكَنَ إِلَيْهَا؛ أَيْ: سَكَنَ إِلَى لَذَّاتِهَا، وَأَصْلُ (الْإِخْلَادِ): اللُّزُومُ؛ فَكَأَنَّ الْمَعْنَى: لَزِمَ لَذَّاتِ الْأَرْضِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ : إِنْ تَطْرُدْهُ؛ فَالْمَعْنَى: أَنَّهُ لَاهِثٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ، طَرَدْتَهُ أَوْ لَمْ تَطْرُدْهُ، فَضَرَبَ اللَّهُ الْمَثَلَ لِهَذَا الَّذِي لَمْ يَنْتَفِعْ بِالْآيَاتِ بِالْكَلْبِ، فَكَمَا أَنَّ الْكَلْبَ يَلْهَثُ، وَلَا يُنْتَفَعُ بِتَرْكِ الْحَمْلِ عَلَيْهِ؛ فَكَذَلِكَ هَذَا الَّذِي أُوتِيَ الْآيَاتِ، فَلَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا.
الْكَلْبِيُّ: الْمَعْنَى: أَنَّهُ ضَالٌّ، وَعَظْتَهُ أَوْ لَمْ تَعِظْهُ.
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : كَانَ
بَلْعَمُ بَعْدَ ذَلِكَ يَلْهَثُ كَمَا يَلْهَثُ الْكَلْبُ، وَهَذَا الْمَثَلُ فِي قَوْلِ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ عَامٌّ فِي كُلِّ مَنْ أُوتِيَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ
[ ص: 129 ] فِي كُلِّ مُنَافِقٍ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=177سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أَيْ: سَاءَ مَثَلًا مَثَلُ الْقَوْمِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=179وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ : فِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30452اللَّهَ تَعَالَى قَضَى عَلَى الْكَافِرِ بِكُفْرِهِ، وَخَلَقَهُ لِغَيْرِ عِبَادَتِهِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَذْرَأُ لِجَهَنَّمَ مَنْ خَلَقَهُ لِعِبَادَتِهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=179لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا إِلَى آخِرِ الْآيَةِ: قَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي مِثْلِهِ.
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=179بَلْ هُمْ أَضَلُّ أَيْ: أَضَلُّ مِنَ الْأَنْعَامِ؛ لِأَنَّهَا تُبْصِرُ مَنَافِعَهَا وَمَضَارَّهَا، وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=180وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى : قَدْ ذَكَرْتُ الْأَسْمَاءَ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=908936 "لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مَنْ أَحْصَاهَا؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ" فِي "الْكَبِيرِ".
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=180وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ : قِيلَ: هُوَ تَسْمِيَتُهُمْ (اللَّاتَ) مِنِ اسْمِ (اللَّهِ) تَعَالَى، وَ (الْعُزَّى) مِنَ (الْعَزِيزِ)، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ .
وَقِيلَ: هُوَ تَسْمِيَتُهُمُ الْأَوْثَانَ آلِهَةً، وَتَسْمِيَتُهُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبَ الْمَسِيحِ.
وَأَصْلُ (الْإِلْحَادِ): الْمَيْلُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=181وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ : هَذَا فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[ ص: 130 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=182سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ أَيْ: سَنُظْهِرُ لَهُمُ النِّعَمَ، عَلَى تَمَادِيهِمْ فِي كُفْرِهِمْ؛ لِيَغْتَرُّوا بِذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=183وَأُمْلِي لَهُمْ أَيْ: أُطِيلُ لَهُمْ، وَأُؤَخِّرُ عُقُوبَتَهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=183إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ أَيْ: شَدِيدٌ قَوِيٌّ، وَأَصْلُهُ مِنَ (الْمَتْنِ) ؛ وَهُوَ اللَّحْمُ الْغَلِيظُ الَّذِي عَنْ جَانِبِ الصُّلْبِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=184أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا أَيْ: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِيمَا جَاءَهُمْ بِهِ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْوَقْفُ عَلَى {يَتَفَكَّرُوا} حَسَنٌ، ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=184مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ ، رَدٌّ لِقَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6يَا أَيُّهَا الَّذِي نُـزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ [الْحِجْرُ: 6].
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ : [
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : أَيْ: فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ]، وَ (الْمَلَكُوتُ): مِنْ أَبْنِيَةِ الْمُبَالَغَةِ؛ فَمَعْنَاهُ: الْمُلْكُ الْعَظِيمُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ : مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلُهُ؛ أَيْ: وَفِيمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الْأَشْيَاءِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ أَيْ: وَفَّى آجَالَهُمُ الَّتِي عَسَى أَنْ تَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَتْ، وَهُمْ يُسَوِّفُونَ بِالتَّوْبَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ أَيْ: بَعْدَ الْقُرْآنِ، وَقِيلَ: بَعْدَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ (الْهَاءُ) لِلْأَجَلِ؛ عَلَى مَعْنَى: فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ الْأَجَلِ يُؤْمِنُونَ حِينَ لَا يَنْفَعُ الْإِيمَانُ؛ لِأَنَّ الْآخِرَةَ لَيْسَتْ بِدَارِ تَكْلِيفٍ.
[ ص: 131 ] [ ص: 132 ] [ ص: 133 ] وَقِيلَ: لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ مَا يُرِيدُهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنِّي؛ لَعَمِلْتُهُ قَبْلَ أَنْ أُؤْمَرَ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=188وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ أَيْ: مَا بِي جُنُونٌ كَمَا تَنْسُبُونَ إِلَيَّ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ .
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ، وَمَا مَسَّنِيَ الْفَقْرُ؛ لِاسْتِكْثَارِي مِنَ الْخَيْرِ.