الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: فمرت به : تقدم القول في التشديد والتخفيف، ومن قرأ: {فمارت} ؛ فهو من (مار يمور) إذا ذهب وجاء.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 151 ] {جعلا له شركا}: من قرأ: {شركا} ؛ جاز أن يكون المضاف من {له} محذوفا؛ والمعنى: جعلا لغيره شركا، ويجوز أن يكون المعنى: جعلا له ذا شرك، أو ذوي شرك، فيكون هذا كمعنى قراءة من قرأ: {شركاء}، و {شركاء}: جمع (شريك).

                                                                                                                                                                                                                                      فتعالى الله عما يشركون : من قرأ بالتاء؛ فهو على الانصراف من الغيبة إلى الخطاب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم : وجه القراءة المروية عن ابن جبير : أن {إن} بمعنى: (ما) ؛ فالمعنى: ما الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم؛ إنما هي خشب وحجارة، فأنتم تعبدون ما أنتم أشرف منه.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن تكون {إن} بمعنى: (ما) أيضا، ويكون {الذين} في موضع رفع بالابتداء، ويكون قوله: {عبادا} حالا؛ التقدير: ما الذين تدعون من دون الله عبادا آلهة؛ أي: ليسوا بآلهة.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن تكون {إن} مخففة من الشديدة، ويكون قوله: {عبادا} بدلا [ ص: 152 ] من الهاء المحذوفة من (تدعونه)، والخبر: {فادعوهم}، ودخلت الفاء كما دخلت في قوله: واللذان يأتيانها منكم فآذوهما [النساء: 16]؛ لما في الصلة من معنى الجزاء، ويجوز أن يكون الخبر مضمرا؛ كأنه قال: (محدثون)، أو (مصنوعون).

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {إن ولي الله} ؛ فعلى أنه حذف الياء التي هي لام الفعل، وأدغم الياء التي قبلها في ياء الإضافة، ولا يصح أن يكون أدغم الياء التي هي لام الفعل؛ لأنها قد أدغمت فيها ياء (فعيل).

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {إن ولي الله} ؛ فإنه يعني به: جبريل عليه السلام، وخبر {إن} قوله: الذي نـزل الكتاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في {طائف}، و {طيف}، و {طيف}.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {يمدونهم} فهو الوجه؛ لأن عامة ما جاء في التنزيل مما لا [ ص: 153 ] يحمد على ذلك؛ نحو: ويمدهم في طغيانهم يعمهون [البقرة: 15]، وشبهه، ومن قرأ: {يمدونهم} ؛ فإنه استعمله فيما لا يحمد اتساعا؛ كما استعملت البشارة في الخير والشر، ومن قرأ: {يمادونهم} ؛ فهو (يفاعلونهم) ؛ كأنه قال: يعاونونهم.

                                                                                                                                                                                                                                      و {يقصرون}، و {يقصرون}: لغتان.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {والإيصال} ؛ فهو مصدر (آصلنا) ؛ أي: دخلنا في الأصيل، وتقدم القول في {الآصال}.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية، [وقال مجاهد ، وقتادة : إلا آية منها نزلت بالمدينة؛ وهي قوله عز وجل: واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر .

                                                                                                                                                                                                                                      وعددها في المدنيين، والمكي، والكوفي: مئتا آية، وست آيات، وفي البصري، والشامي: مئتان وخمس.

                                                                                                                                                                                                                                      اختلف منها في خمس آيات:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 154 ] المص [1] كوفي.

                                                                                                                                                                                                                                      مخلصين له الدين [29] بصري، وشامي.

                                                                                                                                                                                                                                      كما بدأكم تعودون [29]: كوفي.

                                                                                                                                                                                                                                      عذابا ضعفا من النار [38]: مدنيان، ومكي.

                                                                                                                                                                                                                                      كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل [137]: مدنيان، ومكي أيضا.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية