الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      من نون (عزيرا) ؛ جعله مبتدأ، و (ابنا) : خبرا عنه، ومن لم ينون؛ جاز [ ص: 261 ] أن يكون {ابن} وصفا لـ {عزير} ، و {عزير} : خبر مبتدأ محذوف؛ التقدير: هو عزير ابن الله، أو يكون {ابن} وصفا لـ {عزير} ، ويكون {عزير} مبتدأ، والخبر محذوف؛ التقدير: عزير ابن الله صاحبنا، وجاز أن يكون {ابن} خبرا عن {عزير} ، وحذف التنوين استخفافا؛ فيكون كقراءة من نون.

                                                                                                                                                                                                                                      والهمز وتركه في {يضاهون} : لغتان.

                                                                                                                                                                                                                                      {والمسيح ابن مريم} : يجوز أن ينتصب {المسيح} بإضمار فعل؛ أي: واتخذوا المسيح، ويجوز أن يكون معطوفا على {أحبارهم} .

                                                                                                                                                                                                                                      ويأبى الله إلا أن يتم نوره : دخلت {إلا} -وليس في الكلام جحد- لما كان المعنى: ويأبى الله كل شيء إلا إتمام نوره، والعرب تحذف مع (أبى) ، قاله الزجاج.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: دخلت {إلا} ؛ لأن في الكلام طرفا من الجحد.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 262 ] الزجاج: لو كان الأمر كما قال؛ لجاز (كرهت إلا زيدا) .

                                                                                                                                                                                                                                      يوم يحمى عليها في نار جهنم : التقدير: يعذبون يوم يحمى عليها، ولا يصح أن يكون على تقدير: فبشرهم يوم يحمى عليها؛ لأن البشارة لا تكون حينئذ.

                                                                                                                                                                                                                                      وإسكان العين من اثنا عشر وما ذكر معه: تخفيف؛ لتوالي الحركات.

                                                                                                                                                                                                                                      يوم خلق السماوات والأرض : العامل في {يوم} : المصدر الذي هو في كتاب الله ، وليس يعني به واحد الكتب؛ لأن الأعيان لا تعمل في الظروف.

                                                                                                                                                                                                                                      و {في} من قوله: في كتاب الله : متعلقة بمحذوف هو صفة لقوله: اثنا عشر ؛ والتقدير: اثنا عشر شهرا مثبتة في كتاب الله تعالى، ولا تتعلق {في} بقوله: {عدة} ؛ لما فيه من التفرقة بين الصلة والموصول بخبر {إن} .

                                                                                                                                                                                                                                      إنما النسيء زيادة في الكفر : {النسيء} : (فعيل) من (نسأت) ، و {النسي} : مخفف منه، و {النسء} : (فعل) ، من معنى التأخير أيضا.

                                                                                                                                                                                                                                      و {النسي} ؛ بالياء: يجوز أن يكون أصله: (النسء)، فأبدلت الهمزة [ ص: 263 ] ياء على غير قياس، ويجوز أن يكون أصله: (النسيء) ، ثم صار (النسي) ؛ بالتخفيف، ثم قصر بحذف يائه، ثم أسكن العين، ومثله: (سمح) ؛ فهو مقصور من (سميح) ، و (رطب) : مقصور من (رطيب) ، وقد يقصر ولا يسكن؛ نحو: (لبق، ولبيق) ، ويجوز أن يكون {النسي} فعلا من (نسيت) ؛ كما كان {النسيء} فعلا من (نسأت) ؛ لأن الشيء إذا أخر؛ فكأنه منسي.

                                                                                                                                                                                                                                      والقول في معنى {يضل} و {يضل} و {يضل} : ظاهر، ومن فتح الياء والضاد؛ فهي لغة، يقال: (ضللت أضل) ، و (ضللت أضل) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن أسكن الياء من ثاني اثنين ؛ فإنه شبهها بالألف، والأصل الفتح، وقد تقدم نظائره، ونصب ثاني اثنين على الحال من الهاء في {أخرجه} ؛ والتقدير: أخرجه الذين كفروا منفردا إلا من أبي بكر.

                                                                                                                                                                                                                                      وكلمة الله هي العليا : من رفع؛ فعلى الاستئناف، ومن نصب؛ فهي محمولة على {جعل} .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 264 ] ومن قرأ: {لأعدوا له عده} ؛ بهاء إضمار؛ جاز أن يكون أراد: (عدته) ؛ فحذف تاء التأنيث، وجعل هاء الضمير كالعوض منها، ويجوز أن يكون حذفها؛ لإضافته إلى المضمر، على قياس قول الفراء في {وإقام الصلاة} : إن الأصل: (وإقامة الصلاة) ، فحذفت هاء (الإقامة) ؛ لإضافة الاسم إلى {الصلاة} ، ولم يأت (العد) إلا في البثر الذي في الوجه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا : من قرأ: {يصيبنا} ؛ جاز أن يكون (يفعلنا) من الياء، من قولهم: (صاب الهدف يصيبه) ، وجاز أن يكون (يفيعلنا) من الواو؛ والأصل: يصيوبنا.

                                                                                                                                                                                                                                      وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا : [موضع {أن} الخفيفة نصب بـ(منع) ، وموضع (أن) الشديدة رفع، وأجاز الزجاج أن يكون موضعها نصبا؛ على تقدير: إلا لأنهم]، ويكون الفاعل مضمرا في (منع) ؛ المعنى: وما منعهم الله تعالى من قبول نفقاتهم إلا لأنهم كفروا.

                                                                                                                                                                                                                                      إنما يريد الله ليعذبهم : جاءت اللام على المعاقبة لـ(أن) ، وقيل: المعنى: إنما يريد الله أن يملي لهم؛ ليعذبهم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 265 ] ومن ضم الميم من {مغارات} ؛ فعلى أنها جمع (مغار) ، من (غار الشيء يغور) ، و (أغرته أنا) ، فهو (مغار) ، ومن فتح؛ فعلى أنه جمع (مغارة) ، ويجوز أن يكون جمع (مغار) ، [جمع بالتاء؛ لأنه لا يعقل].

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {مدخلا} ؛ فمعناه: مكانا يدخلون فيه أنفسهم، ومن قرأ: {مدخلا} ؛ أراد مكانا يدخلون فيه، و {متدخلا} من (تدخل) ؛ مثل: (تفعل) ؛ إذا تكلف الدخول، و {مندخلا} من (اندخل) ، وهو شاذ؛ لأن ثلاثيه غير متعد عند سيبويه وأصحابه.

                                                                                                                                                                                                                                      وضم الميم وكسرها من {يلمزك} لغتان، والتشديد على التكثير، و {يلامزك} مثل: {يلمزك} في المعنى، وجاء على (فاعل) ؛ مثل: (عافاه الله) .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية