الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم : الألف بمعنى التقرير والتحذير.

                                                                                                                                                                                                                                      {والمؤتفكات} يعني: مدائن قوم لوط، وسميت بذلك؛ لأنها قلبت، فجعل عاليها سافلها، وكانت ثلاث قريات، وقيل: أربعا، وقوله في موضع آخر: {والمؤتفكة} [النجم: 53] على طريق الجنس.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى في وصف المؤمنين: في جنات عدن يعني: جنات إقامة، من قولهم: (عدنت بالمكان) ؛ إذا أقمت به، وكذلك قال ابن عباس: يعني: معدن الرجل الذي يكون فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      كعب: في جنات عدن : هي الكروم والأعناب بالسريانية.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن مسعود: هو اسم لبطنان الجنة.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن: هو اسم لقصور في الجنة من ذهب، لا يدخلها إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو حكم عدل.

                                                                                                                                                                                                                                      الضحاك: هي مدينة في الجنة، فيها الرسل، والأنبياء، والشهداء، وأئمة الهدى، والناس بعد حولهم في الجنات.

                                                                                                                                                                                                                                      عطاء: {عدن} : نهر في الجنة جناته على حافتيه.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 278 ] ورضوان من الله أكبر أي: أكبر مما هم فيه من ملك الجنة؛ وذلك لأنه سبب ما وصلوا إليه.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الحسن: يصل إليهم من رضوان الله من اللذة والسرور ما هو ألذ عندهم وأقر لأعينهم من كل شيء أصابوه من لذة الجنة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: يحلفون بالله ما قالوا الآية:

                                                                                                                                                                                                                                      روي: أن هذه الآية نزلت في الجلاس بن سويد بن صامت، قال: وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم المنافقين بأسمائهم، فسماهم رجسا-: والله لئن كان محمد صادقا على إخواننا الذين هم سادتنا وخيارنا؛ لنحن شر من الحمير، فقال له عامر بن قيس: أجل والله؛ إن محمدا لصادق مصدق، وإنك لشر من حمار، وأخبر عامر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وجاء الجلاس، فحلف بالله عند منبر النبي صلى الله عليه وسلم: إن عامرا لكاذب، وحلف عامر لقد قال، وقال: اللهم أنزل على نبيك شيئا، فنزلت.


                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن الذي سمعه وأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عاصم بن عدي الأنصاري.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: بل سمعه ولد امرأته؛ فهم الجلاس بقتله؛ لئلا يخبر بخبره، ففيه نزل: وهموا بما لم ينالوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: بل هم الجلاس بقتل النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 279 ] قتادة: نزلت الآية في عبد الله بن أبي، رأى رجلا من غفار يتقاتل مع رجل من جهينة، وكانت جهينة حلفاء الأنصار، فعلا الغفاري الجهني، فقال ابن أبي: انصروا أخاكم، فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: (سمن كلبك يأكلك)، والله لئن رجعنا إلى المدينة؛ ليخرجن الأعز منها الأذل، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فجاء ابن أبي، فحلف إنه لم يقله.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: نزلت في رجل من قريش، يقال له: الأسود، هم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية