مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع : (الأعمى والأصم) : مثل الكافر، و (البصير والسميع) : مثل المؤمن، والدليل على أن ذلك لاثنين قوله: وقوله تعالى: هل يستويان مثلا ، روي هذا المعنى عن وغيره. قتادة،
وقوله تعالى: وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا يعنون: الفقراء، و (الرذل) في اللغة: الحقير: وجمعه: (أرذل) ، وتجمع (أرذل) على (أراذل) .
وقوله: بادي الرأي أي: اتبعوك في أول الرأي، ولم يفكروا، ولم [ ص: 390 ] ينظروا، ومن لم يهمز فالمعنى: اتبعوك في ظاهر الرأي.
وقوله تعالى: وما نرى لكم علينا من فضل يعنون: أنهم بشر مثلهم.
وقوله: إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده : (الرحمة) : الرسالة، وقيل: الإسلام والهدى.
وقوله: فعميت عليكم أي: عميت عليكم الرسالة، فلم تفهموها، وقيل: هو مقلوب؛ والمعنى: فعميتم عنها؛ فهو كقولك: (أدخلت القلنسوة في رأسي) .
{أنلزمكموها} أي: أنوجبها عليكم؟ وقيل: المراد بقوله: {أنلزمكموها} : شهادة أن لا إله إلا الله، ويجوز أن تكون الهاء والألف في {أنلزمكموها} لـ (الرحمة) ، ويجوز أن تكون لــ(البينة) .
وقوله تعالى: وما أنا بطارد الذين آمنوا : هذا دليل على أنهم سألوه أن يطردهم؛ كما سألت قريش النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرد الموالي والفقراء.
وقوله: إنهم ملاقو ربهم أي: فيجازيهم، ويجازي من طردهم.
ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أي: من يمنعني منه؟
وقوله تعالى: ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا : {تزدري} : (تفتعل) ، من (الزراية) ؛ والمعنى: تستقل وتحتقر.
وقوله تعالى: قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا أي: خاصمتنا، فبالغت في خصومتنا.
[ ص: 391 ] ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم الآية:
معنى: إن كان الله يريد أن يغويكم أي: يضلكم، وهذا مما يدل على بطلان مذاهب المعتزلة ومن وافقها.
وقوله تعالى: قل إن افتريته فعلي إجرامي أي: إن كنت افتريته -والخبر عن نوح- فعلي عقاب إجرامي، وإن كنت محقا؛ فعليكم عقاب تكذيبي.