الإعراب: في
من قرأ بنصب {غير} من قوله: {غير أولي الإربة}; جاز أن يكون [ ص: 552 ] استثناء; التقدير: يبدين زينتهن للتابعين إلا ذا الإربة، فلا يبدينها له، وجاز أن يكون حالا من الضمير في {التابعين} ; كأنه قال: الذين يتبعونهن عاجزين عنهن.
ومن جر; فعلى النعت لـ {التابعين} ; لأنهم لم يقصد بهم قوم بأعيانهم، فأشبه النكرة، فجاز وصفه بـ {غير} .
وقيل: إن {غير} ههنا معرفة; لاختصاصها; إذ التابعون ضربان: أحدهما: له إربة، والآخر: لا إربة له.
ووجه ضم ابن عامر الهاء من {أيه المؤمنون} ، وصاحبيه: أن (ها) قد جعل في بعض المواضع بمنزلة ما هو من نفس الكلمة حتى دخلت عليه العوامل; نحو (مررت بهذا الرجل) ، وقالوا (هلم) ; فبنوه مع (لم) ، فكما جرى في أول الكلمة بمنزلة بعض الكلمة; كذلك أجري في آخر الكلمة، فحذفت الألف من (يا أيها) ; كما حذفت من (ها لم) ، وصارت الهاء كحرف من الاسم.
[ ص: 553 ] وقراءة الجماعة ظاهرة.
ووقعت هذه المواضع الثلاثة في المصحف بغير ألف على اللفظ; لأن الألف فيه ساقطة في الوصل; لالتقاء الساكنين.
وضم الزاي وفتحها من {الزجاجة} لغتان.
وتقدم القول في {دري} و {دريء} .
ومن قرأ: {دريء} : فعيل; فهو صفة من الدفع، حكاه عن سيبويه أبى الخطاب، ونظيره في الأسماء: (مريق) ، وهو العصفر.
أبوعلي: يحتمل أن يكون (العلية) و (السرية) مثله، قال: وكون (السرية) من (السرو) أشبه من كونها من (السر) ، أو من (السرور) ; لأن صاحبها إذا [ ص: 554 ] أراد أن يتخذها أم ولد; لم يمتهنها.
ومن قرأ: {دري} ; فهو (فعيل) من (الدرء) .
ومن قرأ: {دريء} ; فهو قليل، ونظيره: (سكينة) ، حكاها أبو زيد.
ومن قرأ: {توقد} ; فالفاعل {المصباح} ، وكذلك من قرأ: [ {يوقد} . ومن قرأ]: {توقد} ; فالفاعل {الزجاجة} ، وهو على تقدير حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه; والتقدير: يوقد مصباح الزجاجة.
ومن قرأ: {يوقد} ; فأصله: (يتوقد) ، فحذف التاء; لاجتماع حرفين زائدين في أول الفعل; على تشبيه الياء بالتاء من حيث كانا حرفي مضارعة، حسب ما تقدم من القول في ننجي المؤمنين [الأنبياء: 88].
[ ص: 555 ] وقوله: من شجرة مباركة أي: من دهن شجرة مباركة، فحذف المضاف.
{زيتونة} : عطف بيان.
وقوله: {يسبح له فيها بالغدو والآصال}: من كسر الباء; فقوله: {رجال} فاعلون لـ {يسبح} ، ولا إضمار فيه.
ومن قرأ: {يسبح} ; فقوله: {له} اسم ما لم يسم فاعله، وارتفاع {رجال} بفعل مضمر دل عليه الظاهر; المعنى: يسبحه رجال، فيوقف على هذه القراءة على {والآصال} ، ولا يوقف على [ {رجال} ، ويلزم الوقوف] عليه على الأولى.
ويجوز على قراءة من فتح الباء أن يرتفع {رجال} بالابتداء، والخبر: {في بيوت أذن الله أن ترفع} ، فلا يوقف على {الآصال} على هذا التقدير.
و وإقام الصلاة : الأصل: (إقوام) ; قلبت الواو ألفا، وحذفت إحدى الألفين، وعوضت الهاء في(إقامة) من الألف المحذوفة، ثم حذفت الهاء في [ ص: 556 ] الإضافة; لأن المضاف إليه يقوم مقامها.
ومن قرأ: {كسراب بقيعات} ; جاز أن تكون الألف مشبعة من فتحة العين، وجاز أن يكون مثل (رجل عزه وعزهاة) ; للذي لا يقرب النساء، ويجوز أن يكون جمع (قيعة) ، ويكون على هذا بالتاء في الوصل والوقف.
وقوله: {أعمالهم} : ابتداء، والكاف من {كسراب} : الخبر، والجملة خبر عن {الذين} ، أو يكون على تقدير: وأعمال الذين كفروا كسراب، فحذف المضاف.
والكاف في قوله: {أو كظلمات} رفع على العطف على {كسراب} ، أو على تقدير: أو هي كظلمات، فيوقف على {سريع الحساب} على هذا، ولا يوقف عليه على التقدير الأول.
ويجوز أن يكون التقدير: أو كذي ظلمات، ويدل على ذلك قوله: إذا أخرج يده لم يكد يراها ، فالضمير الذي أضيف إليه {يده} يعود إلى المضاف المحذوف.
وقوله: {لم يجده شيئا}: تقديره: لم يجده وجودا، {شيئا} : موضوع في موضع المصدر; لأن التقدير: لم يدركه، فهو من وجدان الضالة.
ومن قرأ: {من فوقه سحاب ظلمات} ; بالإضافة; فلأن السحاب يرتفع وقت هذه الظلمات، فأضيف إليها; كما يقال: (سحاب رحمة) ; إذا ارتفع في وقت المطر.
[ ص: 557 ] ومن قرأ: {سحاب ظلمات}; جر {ظلمات} على التأكيد لــ (ظلمات) الأولى، أو البدل منها و {سحاب} : ابتداء، و {من فوقه}: الخبر.
ومن قرأ: {سحاب ظلمات}; فـ {ظلمات} : خبر مبتدأ محذوف; التقدير: هي ظلمات، أو هذه ظلمات.
** *