الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وبالأسحار هم يستغفرون أي: يصلون، عن ابن عمر ومجاهد.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن: مدوا الصلاة إلى آخر الليل، ثم استغفروا في السحر.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن وهب: هي في الأنصار؛ يعني: أنهم كانوا يغدون من قباء، فيصلون في مسجد النبي عليه السلام.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب قال: كانوا ينضحون لناس من الأنصار بالدلاء على الثمار، ثم يهجعون قليلا، ثم يصلون آخر الليل.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن زيد: (السحر) : السدس الآخر من الليل.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في قوله: وفي أموالهم حق للسائل والمحروم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم : قيل التقدير: وفي الأرض وفي أنفسكم آيات للموقنين.

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة: المعنى: من سار في الأرض؛ رأى آيات وعبرا، ومن تفكر في نفسه؛ [ ص: 222 ] علم أنه خلق ليعبد الله.

                                                                                                                                                                                                                                      [ابن الزبير: المراد: سبيل الخلاء والبول].

                                                                                                                                                                                                                                      ابن زيد: المعنى: أنه خلقكم من تراب، وجعل لكم السمع، والأبصار، والأفئدة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: وفي خلق أنفسكم أفلا تبصرون؟ فلا يوقف على هذا التقدير على {أنفسكم} ، ويوقف عليه على الأقوال المتقدمة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وفي السماء رزقكم أي: عند الذي في السماء رزقكم، عن الثوري وغيره، وقيل: المعنى: وفي السماء تقدير رزقكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما توعدون يعني به: الخير والشر، عن مجاهد، وقال غيره: الخير خاصة، وقيل: الشر خاصة، وقيل: الجنة، عن سفيان بن عيينة.

                                                                                                                                                                                                                                      الضحاك: وما توعدون : من الجنة والنار في السماء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فورب السماء والأرض إنه لحق أي: إن ما قيل لكم الحق؛ كما أن نطقكم حق؛ أي: كما أنكم ناطقون، ولستم بخرس.

                                                                                                                                                                                                                                      وخص النطق دون سائر الحواس؛ لأن ما سواه من سائر الحواس يدخلها التشبيه؛ كالذي يرى في المرآة، واستحالة الذوق عند غلبة الصفراء ونحوها ، [ ص: 223 ] والدوي والطنين في الأذنين، والنطق سالم من ذلك، ولا يعترض بالصدى؛ لأنه لا يكون إلا بعد حصول الكلام من الناطق، غير مشوب بما يشكل به.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم ذكر: هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: فأقبلت امرأته في صرة أي: صيحة، عن ابن عباس وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      فصكت وجهها أي: لطمته، عن ابن عباس.

                                                                                                                                                                                                                                      الثوري: وضعت يدها على جبهتها تعجبا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقالت عجوز عقيم أي: أنا عجوز عقيم.

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا كذلك قال ربك ، فلما قالوا لها ذلك؛ علم إبراهيم عليه السلام أنهم ملائكة، فقال لهم: فما خطبكم أيها المرسلون ، وقد تقدم القول في هذا كله في غير هذا الموضع.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين : الضمير في {فيها} : لقرية قوم لوط، ولم يتقدم لها ذكر؛ لأن المعنى مفهوم، وقيل: الضمير في {فيها} للجماعة.

                                                                                                                                                                                                                                      و(المؤمنون) و(المسلمون) ههنا سواء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وفي موسى إذ أرسلناه أي: وفي موسى آية.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى بسلطان مبين : بحجة بينة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 224 ] وقوله: فتولى بركنه : ]أي: بعضده؛ أي: أصحابه، عن مجاهد، قتادة: بقوته، وقيل: بنفسه].

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وقال ساحر أو مجنون : هذا من قول فرعون، و {أو} : عند البصريين على بابها، أبو عبيدة: هي بمعنى الواو.

                                                                                                                                                                                                                                      و الريح العقيم : الشديدة التي لا تلقح شيئا، عن ابن عباس.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن المسيب: هي الجنوب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال بعض أهل التأويل: معنى الريح العقيم : العقيم عن الخير.

                                                                                                                                                                                                                                      علي رضي الله عنه: هي النكباء، وعن النبي عليه الصلاة والسلام: "أنها الدبور".

                                                                                                                                                                                                                                      عبيد بن عمير: الريح العقيم : تحت الأرض الرابعة، وإنما أرسل منها في هلاك قوم عاد مقدار منخر الثور.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ما تذر من شيء أتت عليه أي: من شيء أمرت بإهلاكه، وتقدم القول في (الرميم) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 225 ] وقوله: فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون أي: ينظرون إلى إهلاكهم، مجاهد: فجأة.

                                                                                                                                                                                                                                      فما استطاعوا من قيام : قيل: معناه: من نهوض، وقيل: معناه: ما استطاعوا من قيام بعذاب الله.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وقوم نوح من قبل أي: وأهلكنا قوم نوح، أو يكون معطوفا على الهاء والميم في {فنبذناهم} ، أو الهاء والميم في {فأخذتهم} . أو على الهاء في (فأخذناه) ، أو بإضمار(اذكر) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن جر؛ فالمعنى: وفي قوم نوح آية.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: والسماء بنيناها بأيد أي: بقوة، عن ابن عباس وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      وإنا لموسعون أي: لذو سعة بخلقها وخلق غيرها.

                                                                                                                                                                                                                                      فنعم الماهدون أي: فنعم الماهدون نحن لهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ومن كل شيء خلقنا زوجين أي: ومن كل شيء خلقناه خلقنا زوجين، أي: ذكرا وأنثى، وحلوا وحامضا، ونحو ذلك، قاله ابن زيد وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: يعني: الذكر والأنثى، والسماء والأرض، والشمس والقمر، والليل والنهار، والنور والظلام، والسهل والجبال، والجن والإنس، والخير والشر، ونحو ذلك؛ إذ هو عز وجل وتر، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ ص: 226 ] [الشورى: 11]، وقيل: هو عام يراد به الخاص.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ففروا إلى الله أي: فروا من معاصيه إلى طاعته.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إني لكم منه نذير مبين {كذلك} أي: كالأول، والأول: تخويف لمن عصاه من الموحدين، والثاني: لمن أشرك به من الملحدين، والتمام على قوله: {كذلك} عن يعقوب وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أتواصوا به بل هم قوم طاغون أي: أوصى أولهم آخرهم بالتكذيب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين أي: ذكرهم بالعقوبة وأيام الله عز وجل.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون : قيل: إن هذا خاص في من سبق في علم الله أنه يعبده، فجاء بلفظ العموم، ومعناه الخصوص.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: معناه: إلا ليقروا بالعبادة طوعا أو كرها، والكره: ما يرى فيهم من أثر الصنعة، روي معناه عن ابن عباس.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: المعنى: إلا ليعرفوني، وقيل: المعنى: ما خلقتهم إلا لآمرهم بعبادتي، وقيل: المعنى إلا لأستعبدهم.

                                                                                                                                                                                                                                      ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون أي: ما أريد أن يرزقوا أنفسهم، ولا [ ص: 227 ] أن يطعموها، وقيل: المعنى: ما أريد أن يرزقوا عبادي، ولا يطعموهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ذو القوة المتين أي: الشديد القوي.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم أي: سجلا من العذاب كأصحابهم المتقدمين؛ يعني: الكفار من الأمم الماضية.

                                                                                                                                                                                                                                      و(السجل) ، و(الذنوب) : الدلو العظيمة، وكانوا يستقون الماء، فيقتسمون ذلك على الأنصباء، فقيل لـ (الذنوب) : نصيب؛ من هذا.

                                                                                                                                                                                                                                      قال قتادة، وغيره: المعنى: أن لهم عذابا مثل عذاب أصحابهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية