الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2695 [ ص: 363 ] باب منه

                                                                                                                              وهو في النووي في: (باب وجوب الكفارة، على من حرم امرأته الخ) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 75 - 77 جـ 10 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل فكان إذا صلى العصر دار على نسائه فيدنو منهن فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فسألت عن ذلك فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل، فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شربة، فقلت: أما والله لنحتالن له، فذكرت ذلك لسودة وقلت: إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك، فقولي له: يا رسول الله! أكلت مغافير؟ فإنه سيقول لك: لا. فقولي له: ما هذه الريح؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح، فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل، فقولي له: جرست نحله العرفط، وسأقول ذلك له، وقوليه أنت يا صفية، فلما دخل على سودة قالت: تقول سودة والذي لا إله إلا هو! لقد كدت أن أبادئه بالذي قلت لي. وإنه لعلى الباب فرقا منك. فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله! أكلت مغافير؟ قال: "لا" قالت: فما هذه الريح؟ قال: "سقتني حفصة شربة عسل" قالت: جرست نحله العرفط. [ ص: 364 ] فلما دخل علي. قلت له مثل ذلك، ثم دخل على صفية فقالت بمثل ذلك، فلما دخل على حفصة قالت: يا رسول الله ألا أسقيك منه؟ قال: "لا حاجة لي به" قالت: تقول سودة: سبحان الله! والله! لقد حرمناه. .قالت: قلت لها: اسكتي ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة) ، رضي الله عنها; (قالت: كان رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم يحب الحلواء والعسل)

                                                                                                                              قال أهل العلم: المراد بالحلواء هنا: كل شيء حلو.

                                                                                                                              وذكر "العسل" بعدها، تنبيها على شرافته ومزيته. وهو من باب ذكر الخاص بعد العام. والحلواء بالمد.

                                                                                                                              وفيه: جواز أكل لذيذ الأطعمة، والطيبات من الرزق. وأن ذلك لا ينافي الزهد والمراقبة. لاسيما إذا حصل اتفاقا.

                                                                                                                              (فكان إذا صلى العصر، دار على نسائه، فيدنو منهن) .

                                                                                                                              قال النووي : فيه: دليل لما يقوله أصحابنا: إنه يجوز لمن قسم بين [ ص: 365 ] نسائه، أن يدخل في النهار إلى بيت غير المقسوم لها لحاجة، ولا يجوز الوطء.

                                                                                                                              (فدخل على حفصة، فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فسألت عن ذلك؟ فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل. فسقت رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم منه شربة. فقلت: أما والله لنحتالن له. فذكرت ذلك لسودة. وقلت: إذا دخل عليك، فإنه سيدنو منك. فقولي له: يا رسول الله ! أكلت مغافير؟ فإنه سيقول لك: لا. فقولي له: ما هذه الريح؟ - وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يشتد عليه أن توجد منه الريح - فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل. فقولي له: جرست نحله العرفط) بالجيم والراء والسين. أي: أكلت العرفط، ليصير منه العسل.

                                                                                                                              (وسأقول ذلك له. وقوليه أنت يا صفية! فلما دخل على سودة. قالت: تقول سودة: والذي لا إله إلا هو! لقد كدت أن أبادئه بالذي قلت لي، وإنه لعلى الباب فرقا منك. فلما دنا رسول الله صلى الله وآله وسلم قالت: يا رسول الله ! أكلت مغافير؟ قال: "لا". قالت: فما هذه الريح؟ قال: "سقتني حفصة شربة عسل". قالت: جرست نحله العرفطة. فلما دخل علي قلت له مثل ذلك. ثم دخل على صفية [ ص: 366 ] فقالت مثل ذلك. فلما دخل على حفصة قالت: يا رسول الله ! ألا أسقيك منه؟ قال: "لا حاجة لي به". قالت: تقول سودة: سبحان الله ! والله ! لقد حرمناه) بتخفيف الراء. أي: منعناه منه.

                                                                                                                              يقال منه: حرمته، وأحرمته. والأول أفصح. (قالت: قلت لها: اسكتي) .

                                                                                                                              وفي هذا الحديث: إباحة مثل ذلك، للمرأة مع الزوج، والضرات.

                                                                                                                              وأنه من الكذب الجائز، المستثنى من الكذبات المحرمة. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية