الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3441 باب منه

                                                                                                                              وذكره النووي في: ( الباب المتقدم) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص240 ج12 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن نافع; قال: جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع، حين كان من أمر الحرة ما كان، زمن يزيد بن معاوية. فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة. فقال: إني لم آتك لأجلس. أتيتك لأحدثك حديثا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقوله. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "من خلع يدا من طاعة; لقي الله يوم القيامة، لا حجة له. ومن مات وليس في عنقه بيعة; مات ميتة جاهلية" ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن نافع ; قال: جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع، حين كان من أمر الحرة ما كان، زمن يزيد بن معاوية، فقال: اطرحوا لأبي [ ص: 349 ] عبد الرحمن وسادة. فقال: إني لم آتك لأجلس. أتيتك لأحدثك حديثا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقوله. سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: من خلع يدا من طاعة; لقي الله يوم القيامة، لا حجة له) . أي: في فعله. ولا عذر له ينفعه.

                                                                                                                              ( ومن مات وليس في عنقه بيعة; مات ميتة جاهلية) .

                                                                                                                              وفي حديث ابن عباس، متفق عليه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من رأى من أميره شيئا يكرهه; فليصبر. فإنه من فارق الجماعة بنبرة فمات: فميتته جاهلية". وفي لفظ: " من كره من أميره شيئا، فليصبر عليه. فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا، فمات عليه: إلا مات ميتة جاهلية ".

                                                                                                                              وفي هذه الأحاديث: دلالة على أن خالع اليد عن طاعة الإمام: لا حجة له. وموت تارك بيعة الولاة كموت أهل الجاهلية . هذا إذا كان الإمام موجودا. وأما إذا لم يكن موجودا; فالحكم: الاعتزال عن الفرق كلها. ولا يكون موته ميتة جاهلية، كزماننا هذا. فقد غاب فيه الإمام، وصار الزمان زمان جاهلية، وصار الحال إلى إيثار السكوت ولزوم البيوت. وفي ذلك النجاة "إن شاء الله تعالى". فالبدار البدار: إلى دار القرار، وإلى التجافي عن دار الاغترار.




                                                                                                                              الخدمات العلمية