الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4160 باب: في قتل الهر

                                                                                                                              وعبارة النووي: (باب تحريم قتل الهرة).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص240 جـ14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [(عن عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما (أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، قال: "عذبت امرأة في هرة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار. لا هي أطعمتها وسقتها، إذ حبستها. ولا [ ص: 420 ] هي تركتها تأكل من خشاش الأرض". وفي رواية: "ربطتها". وفي أخرى: "تأكل من حشرات الأرض"].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              "وخشاش": بفتح الخاء وكسرها وضمها. حكاهن في "المشارق". والفتح أشهر. وروي بالحاء المهملة. والصواب: المعجمة. وهي هوام الأرض، وحشراتها. وقيل: المراد به: نبات الأرض. وهو ضعيف، أو غلط.

                                                                                                                              والمعنى: عذبت بسبب هرة، ودخلت بسببها النار. ونعوذ بالله منها.

                                                                                                                              وفي الحديث: دليل على تحريم قتل الهرة، وتحريم حبسها بغير طعام أو شراب. وأما دخولها النار بسببها، فظاهر الحديث: أنها كانت مسلمة. وإنما دخلت بسببها. وذكر عياض: أنه يجوز أنها كافرة; عذبت بكفرها، وزيد في عذابها: بسبب الهرة. واستحقت ذلك؛ لكونها ليست مؤمنة، تغفر صغائرها باجتناب الكبائر.

                                                                                                                              قال النووي: والصواب: أنها كانت مسلمة. وأنها دخلت النار بسببها، كما هو ظاهر الحديث. قال: وهذه المعصية ليست صغيرة، بل صارت بإصرارها: كبيرة. وليس في الحديث: أنها تخلد في النار.

                                                                                                                              [ ص: 421 ] وفيه: وجوب نفقة الحيوان، على مالكه. انتهى.

                                                                                                                              قلت: ليس الإصرار على صغيرة: بكبيرة. بل هو صغيرة. هذا هو التحقيق. ويحتمل: أن هذه القصة، تكون حكاية عمن كان قبلنا؛ فإن الحديث لم يفصل. ويجوز تعذيب الكفار على الفروع، فإنهم مخاطبون بها على الأصح.




                                                                                                                              الخدمات العلمية