4496 باب في فضائل وامرأته أبي طلحة الأنصاري، رضي الله عنهما أم سليم،
وقال النووي: (باب فضائل أم "أم سليم" "رضي الله عنهما"). أنس بن مالك
(التعريف بأبي طلحة)
واسم عقبي، بدري، نقيب. "أبي طلحة": زيد بن سهل بن الأسود الأنصاري، الخزرجي، النجاري،
وأمه: "عبادة" بنت مالك بن عدي.
[ ص: 576 ]
وهو مشهور بكنيته، وكان زوج "أم "أم سليم" بنت ملحان: أنس بن مالك".
وفي "أسد الغابة": أنه لما خطب قالت له: يا "أم سليم" ما مثلك يرد لكنك "امرؤ" كافر، وأنا امرأة مسلمة. ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذلك مهري، لا أسألك غيره، فأسلم، فكان ذلك مهرها. قال ثابت: فما سمعت بامرأة كانت أكرم الناس مهرا من أبا طلحة! "أم سليم".
(وفاته)
توفي سنة اثنتين وثلاثين أو أربع وثلاثين.
وقال المدائني: سنة إحدى وخمسين.
وقيل: إنه كان لا يكاد يصوم -في عهد النبي، صلى الله عليه وآله وسلم- من أجل الغزو. فلما توفي رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: صام "أربعين سنة، لم يفطر إلا أيام العيد. وهو يؤيد قول من قال: إنه توفي سنة إحدى وخمسين "رضي الله عنه".
(حديث الباب)
وهو بصحيح مسلم النووي، ص 11-13، ج16، المطبعة المصرية
عن قال: أنس، -من لأبي طلحة فقالت [ ص: 577 ] لأهلها: لا تحدثوا أم سليم- بابنه، حتى أكون أنا أحدثه. قال: فجاء، فقربت إليه عشاء؛ فأكل وشرب. فقال: ثم تصنعت له أحسن ما كان تصنع قبل ذلك؛ فوقع بها. فلما رأت أنه قد شبع، وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت، فطلبوا عاريتهم؛ ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا. قالت: فاحتسب ابنك. قال: فغضب، وقال: تركتني، حتى تلطخت، ثم أخبرتني بابني! فانطلق، حتى أتى رسول الله، صلى الله عليه وسلم: فأخبره بما كان. فقال: رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أبا طلحة! قال: فكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في سفر -وهي معه- وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم إذا أتى "بارك الله لكما في غابر ليلتكما" قال: فحملت. المدينة من سفر؛ لا يطرقها طروقا. فدنوا من المدينة، فضربها المخاض: فاحتبس عليها وانطلق رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قال: يقول "أبو طلحة" إنك لتعلم يا رب! أنه يعجبني أن أخرج مع رسولك -إذا خرج- وأدخل معه -إذا دخل- وقد احتبست بما ترى. قال: تقول "أبو طلحة": يا "أم سليم": ما أجد الذي كنت أجد. انطلق، فانطلقنا. قال: وضربها المخاض -حين قدما- فولدت غلاما، فقالت لي أمي: يا أبا طلحة! لا يرضعه أحد، حتى تغدو به على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فلما أصبح: احتملته، فانطلقت به إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قال: فصادفته -ومعه ميسم- فلما رآني. قال: "لعل أنس! ولدت؟" قلت: نعم. فوضع [ ص: 578 ] الميسم. قال: وجئت به، فوضعته في حجره. ودعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم بعجوة، من عجوة أم سليم المدينة، فلاكها في فيه حتى ذابت، ثم قذفها في "في الصبي" فجعل الصبي يتلمظها. قال: فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "انظروا إلى حب الأنصار التمر". قال: فمسح وجهه، وسماه: "عبد الله"). مات ابن