الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4574 وقال النووي: (باب من فضائل غفار، وأسلم، وجهينة، وأشجع، إلخ).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 73 ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "أسلم: سالمها الله، وغفار: غفر الله لها. أما إني لم أقلها، ولكن قالها الله عز وجل").

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، قال: أسلم: سالمها الله) قال العلماء: من "المسالمة" وترك الحرب. قيل: هو دعاء.

                                                                                                                              وقيل: خبر.

                                                                                                                              قال عياض "في المشارق": هو من أحسن الكلام. مأخوذ من "سالمته": إذا لم تر منه مكروها. فكأنه: دعاء لهم بأن يصنع الله بهم ما يوافقهم، فيكون سالمها "بمعنى: سلمها". وقد جاء "فاعل" بمعنى: "فعل" كقاتله الله، أي: قتله.

                                                                                                                              [ ص: 669 ]

                                                                                                                              (وغفار: غفر الله لها) هذا دعاء. وقيل: خبر.

                                                                                                                              وانظر: ما أحسن هذا الجناس -في قوله: "أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها"- وألذه على السمع، وأعلقه بالقلب، وأبعده عن التكلف! وهو من الاتفاقات اللفظية. وكيف لا يكون كذلك، ومصدره عمن لا ينطق عن الهوى؟ ففصاحة لسانه، صلى الله عليه وآله وسلم، غاية لا يدرك مداها، ولا يدانى منتهاها.

                                                                                                                              (أما إني لم أقلها، ولكن قالها الله عز وجل).

                                                                                                                              وفي هذا: فضيلة لا تساويها فضيلة، وليس بعد مسالمة الله وغفرانه شيء.




                                                                                                                              الخدمات العلمية