4984 باب في ذكر المنافقين، وعلامتهم

وهو في النووي، في (الكتاب الغابر).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 124، 125 ج 17، المطبعة المصرية

(عن قيس بن عباد، قال: قلنا لعمار: أرأيت قتالكم، أرأيا رأيتموه ؟ - فإن الرأي يخطئ، ويصيب - أو عهدا، عهده إليكم: رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: شيئا، لم يعهده إلى الناس كافة.

وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن في أمتي».

قال شعبة: وأحسبه قال: حدثني حذيفة.

[ ص: 114 ] وقال غندر: أراه قال: «في أمتي اثنا عشر منافقا، لا يدخلون الجنة، ولا يجدون ريحها، حتى يلج الجمل في سم الخياط.

ثمانية منهم: تكفيكهم الدبيلة: - سراج من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم من صدورهم»).

4984 بَابٌ فِي ذِكْرِ الْمُنَافِقِينَ، وَعَلَامَتِهِمْ

وَهُوَ فِي النَّوَوِيِّ، فِي (الْكِتَابِ الْغَابِرِ).

(حَدِيثُ الْبَابِ)

وَهُوَ بِصَحِيحِ مُسْلِمٍ \ النَّوَوِيِّ، ص 124، 125 ج 17، الْمَطْبَعَةِ الْمِصْرِيَّةِ

(عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: قُلْنَا لِعَمَّارٍ: أَرَأَيْتَ قِتَالَكُمْ، أَرَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ ؟ - فَإِنَّ الرَّأْيَ يُخْطِئُ، وَيُصِيبُ - أَوْ عَهْدًا، عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟

فَقَالَ: مَا عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شَيْئًا، لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً.

وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ فِي أُمَّتِي».

قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: حَدَّثَنِي حُذَيْفَةُ.

[ ص: 114 ] وَقَالَ غُنْدَرٌ: أُرَاهُ قَالَ: «فِي أُمَّتِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا، لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدُونَ رِيحَهَا، حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِ الْخِيَاطِ.

ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ: تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ: - سِرَاجٌ مِنَ النَّارِ يَظْهَرُ فِي أَكْتَافِهِمْ حَتَّى يَنْجُمَ مِنْ صُدُورِهِمْ»).

التالي السابق

الشرح

(الشَّرْحُ)

(عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَمَّارٍ: أَرَأَيْتَ قِتَالَكُمْ، أَرَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ ؟ فَإِنَّ الرَّأْيَ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ. أَوْ عَهْدًا عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ) وَآلِهِ (وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ: مَا عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ) وَآلِهِ (وَسَلَّمَ: شَيْئًا، لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً.

وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ) وَآلِهِ (وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ فِي أُمَّتِي». قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: حَدَّثَنِي حُذَيْفَةُ. وَقَالَ غُنْدَرٌ: أُرَاهُ قَالَ: فِي أُمَّتِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا).

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: «فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا ؛ فِيهِمْ ثَمَانِيَةٌ».

[ ص: 115 ] (لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدُونَ رِيحَهَا، حَتَّى يَلِجَ الْجُمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ): بِفَتْحِ السِّينِ، وَضَمِّهَا، وَكَسْرِهَا. وَالْفَتْحُ أَشْهَرُ. وَبِهِ قَرَأَ الْقُرَّاءُ السَّبْعَةُ. وَهُوَ ثُقْبُ الْإِبْرَةِ.

وَالْمَعْنَى: لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَبَدًا. كَمَا لَا يَدْخُلُ الْجَمَلُ فِي ثُقْبِ الْإِبْرَةِ أَبَدًا.

(ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ: تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ): بِدَالٍ، ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ. وَقَدْ فَسَّرَهَا فِي الْحَدِيثِ، بِقَوْلِهِ (سِرَاجٌ مِنَ النَّارِ، يَظْهَرُ فِي أَكْتَافِهِمْ. حَتَّى يَنْجُمَ) أَيْ: يَظْهَرَ، وَيَعْلُوَ. وَهُوَ بِضَمِّ الْجِيمِ. (مِنْ صُدُورِهِمْ).

زَادَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: «وَأَرْبَعَةٌ لَمْ أَحْفَظْ مَا قَالَ شُعْبَةُ فِيهِمْ».

وَرُوِيَ: «تَكْفِيهِمُ الدُّبَيْلَةُ» بِحَذْفِ الْكَافِ الثَّانِيَةِ.

وَرُوِيَ: «تَكْفِتُهُمْ» بِتَاءٍ بَعْدَ الْفَاءِ: مِنَ «الْكَفْتِ» وَهُوَ الْجَمْعُ وَالسَّتْرُ.

أَيْ: تَجْمَعُهُمْ فِي قُبُورِهِمْ، وَتَسْتُرُهُمْ).

(الشرح)

(عن قيس بن عباد، قال: قلت لعمار: أرأيت قتالكم، أرأيا رأيتموه ؟ فإن الرأي يخطئ ويصيب. أو عهدا عهده إليكم: رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم ؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: شيئا، لم يعهده إلى الناس كافة.

وقال: إن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، قال: «إن في أمتي». قال شعبة: وأحسبه قال: حدثني حذيفة. وقال غندر: أراه قال: في أمتي اثنا عشر منافقا).

وفي رواية أخرى: «في أصحابي اثنا عشر منافقا ؛ فيهم ثمانية».

[ ص: 115 ] (لا يدخلون الجنة، ولا يجدون ريحها، حتى يلج الجمل في سم الخياط): بفتح السين، وضمها، وكسرها. والفتح أشهر. وبه قرأ القراء السبعة. وهو ثقب الإبرة.

والمعنى: لا يدخلون الجنة أبدا. كما لا يدخل الجمل في ثقب الإبرة أبدا.

(ثمانية منهم: تكفيكهم الدبيلة): بدال، ثم موحدة. وقد فسرها في الحديث، بقوله (سراج من النار، يظهر في أكتافهم. حتى ينجم) أي: يظهر، ويعلو. وهو بضم الجيم. (من صدورهم).

زاد في رواية أخرى: «وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم».

وروي: «تكفيهم الدبيلة» بحذف الكاف الثانية.

وروي: «تكفتهم» بتاء بعد الفاء: من «الكفت» وهو الجمع والستر.

أي: تجمعهم في قبورهم، وتسترهم).