32 - توقير العلماء
6061 - أخبرنا ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : أنبأنا يزيد بن هارون ، عن شريك الركين بن الربيع ، عن ، وعن يحيى بن يعمر ، عن عطاء بن السائب ، قال : ابن بريدة المدينة ، فأتينا [ ص: 451 ] فسألناه فقلنا : يا ابن عمر إنا نغزو في هذه الأرض فنلقى قوما يقولون : لا قدر فأعرض بوجهه عنا أبا عبد الرحمن ، ثم قال : إذا لقيت أولئك فاعلم أن حججنا واعتمرنا ، ثم قدمنا منهم بريء ، وإنهم منه براء ، ثم قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل قد أقبل ، حسن الوجه ، حسن الشارة ، طيب الريح ، قال : فعجبنا لحسن وجهه وشارته وطيب ريحه ، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قام ، فقال : أدنو يا رسول الله ؟ قال : نعم ، قال : فدنا ، ثم قام ، قال : فعجبنا لتوقيره النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : أدنو يا رسول الله ؟ قال : نعم ، فدنا حتى وضع فخذه على فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله على رجله ، ثم قال : يا رسول الله ، ما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والبعث من بعد الموت والحساب والقدر خيره وشره وحلوه ومره . قال : صدقت . قال : فتعجبنا لقوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم : صدقت ، ثم قال : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان ، وتحج البيت وتغتسل من الجنابة ، قال : صدقت . قال : فتعجبنا لتصديقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا رسول الله ، ما الإحسان ؟ قال : تخشى الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك ، قال : صدقت ، قال : فتعجبنا لتصديقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم [ ص: 452 ] انكفأ راجعا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "علي الرجل " فطلبناه فلم نجده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هذا عبد الله بن عمر جبريل جاء يعلمكم أمر دينكم ، وما أتاني قط إلا عرفته إلا في صورته هذه .