الآيات التي تزيل السحر وتبطله
وأقول: عقد مسند الوقت الشيخ أحمد ولي الله المحدث الدهلوي، فصلا في كتابه «القول الجميل» في شيء من فوائد سيده الوالد -رحمه الله- وذكر فيه أعمالا مجربة، منها: إزالة السحر، وغيره، وهو «النشرة» في المعنى.
قال -رحمه الله-: وسمعته يقول: ثلاث وثلاثون آية تنفع من السحر، وتكون حرزا من الشيطان، واللصوص، والسباع.
أربع آيات من أول البقرة، وآية الكرسي، وآيتان بعدها إلى خالدون ، وثلاث من آخر البقرة، وثلاث من الأعراف إن ربكم الله إلى المحسنين [الأعراف: 54-56] وآخر بني إسرائيل: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن [الإسراء: 110] وعشر آيات من أول الصافات إلى لازب [الصافات: 1- 11] [ ص: 326 ] وآيتان من سورة الرحمن يا معشر الجن إلى تنتصران [الرحمن: 33- 35] وآخر الحشر: لو أنزلنا هذا القرآن [الحشر: 21] وآيتان من قل أوحي وأنه تعالى جد ربنا إلى شططا [الجن: 3- 4].
فهذه هي الآيات المسماة بثلاث وثلاثين آية، وكان سيدي الوالد يزيد عليها: الفاتحة، و قل يا أيها الكافرون ، و قل هو الله أحد ، والمعوذتين، ويأخذ من أول سورة قل أوحي وأنه تعالى جد ربنا إلى شططا انتهى.
وقد ذكر صاحب «شفاء العليل» هذه الآيات بعينها، فمن شاء الاطلاع عليها، فليرجع إليه، يجدها متعينة مفصلة.
وكل عمل ودعاء ينشر المرض والداء، وينفع من الأسقام والأدواء، يصدق أنه نشرة، يجوز الانتفاع به، إن كان من ألفاظ القرآن والسنة، أو من المأثور من السلف الصلحاء، الخالي عن أسماء الشرك وصفاته، باللسان العربي، وإلا كان حراما أو شركا.
وفي الباب كتب ومؤلفات لأهل الدعوات، تشتمل على رطب ويابس، وعلى ما جاز ولم يجز.
فليتحر المؤمن الموحد عند الاعتمال بما فيها، ما هو ثابت صحيح، مبرأ من كل شك وشبهة، وليدع ما هو على غير طريقة الإسلام، وإنما هو فعل أهل العزائم والأوفاق، الذين يكتبون التعاويذ في الهندسة، والحروف، والخطوط ونحوها، فإن ذلك لا يصلح لشيء. وكذلك النفث في الخيوط المعقودة.
والله سبحانه كاف لعبده، إن توكل عليه، ولم يتعلق بغيره، واكتفى بالأدعية المسنونة، والأدوية المباحة. ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
وحيث إن الشرك أخفى من دبيب النمل يجب غاية التحري فيه، والتجنب من أنواعه وأطرافه، وما يشبه ذلك. وبالله التوفيق، وهو المستعان.
[ ص: 327 ]