فصل
ومن تلاعب الشيطان بهذه الأمة الغضبية: أنهم -في العشر الأولى من الشهر الأول من كل سنة- يقولون في صلاتهم كما يقول الأمم: أين إلههم؟! انتبه، كم تنام يا رب! استيقظ من قدرتك.
وإنما أقدموا على هذه الكفريات من شدة ضجرهم من الذل والعبودية، وانتظار فرج لا يزداد منهم إلا بعدا، ويظنون أنها تقع من الله بموقع عظيم.
ومن ذلك أنهم ينسبون إلى الله الندم على ما يفعل.
فمن ذلك قولهم في التوراة التي بأيدهم: وندم الله على خلق البشر، وشق عليه، وعاد في رأيه، وذلك عندهم في قصة نوح، زعموا أنه لما رأى -تعالى- فساد قوم «نوح» وأن كفرهم وشرهم قد عظم، ندم على خلق البشر.
وكثير منهم يقولون: إنه بكى على الطوفان حتى رمد، وعادته الملائكة، وأنه عض على أنامله، حتى جرى الدم.
وقد واجهوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بمثل هذه الكفريات.
فقال قائل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ثم استراح.
فشق ذلك على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله تكذيبا لهم: فاصبر على ما يقولون [ق: 38 -39 ].
[ ص: 453 ]