منقبة أهل بدر والحديبية وأهل بيعة الرضوان
عن -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: علي ، وفي رواية: «فقد غفرت لكم» الحديث بطوله متفق عليه. «وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة
وفيه قصة حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه-، والمعنى: اعملوا ما شئتم من الأعمال الصالحة، والأفعال النافلة، قليلة أو كثيرة. كذا في «المرقاة».
وقال في «الترجمة»: الأقرب أن قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لعل» ورد لأجل ألا يعتمدوا ويتكلوا ويقعدوا عن العمل.
وقوله: «اعملوا ما شئتم» لأجل إظهار الكرم والعناية، لا للرخصة فيفعلوا ما شاءوا. انتهى.
وقوله: «لعل» في كلام الله وكلام رسوله تأتي للتحقيق لا للشك، والترغيب، فالمراد به: الإخبار بكونهم من أهل الجنة قطعا. والمراد بـ «اعملوا ما شئتم»: أنكم لا تؤاخذون على ما يصدر منكم من الذنوب الصغائر؛ لسبق حكم المغفرة فيكم. ويدل له قصة -رضي الله عنه- فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- عفا زلته في الكتابة إلى ناس من المشركين من أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. حاطب
واعتذر « » بقوله: وما فعلت كفرا ولا ارتدادا عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. [ ص: 453 ] فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنه صدقكم». حاطب
وعلى هذا حمل الحديث على العمل الصالح والنفل، ليس كما ينبغي، بل فيه بشارة عظمى وفضيلة كبرى؛ حيث عفا الله عنهم المعاصي الصادرة عن جهل وعذر، وإن فرض وقوعها منهم، ولا يساوي ذلك فضيلة أخرى، فليس بعد غفران الله ورضوانه شيء.
وعن رفاعة بن رافع -رضي الله عنه- قال: جبريل -عليه السلام- إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فسأل: «ما تعدون أهل «بدر» فيكم؟ قال: من أفضل المسلمين، أو كلمة نحوها؟ قال: وكذلك من شهد «بدرا» من الملائكة رواه جاء . البخاري
فيه: بدر أفضل أهل الإسلام، والملائكة الحاضرون في تلك الوقعة أفضل ملائكة الرحمن. أن أهل
وعن -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: حفصة بدرا والحديبية»، قلت: يا رسول الله! أليس قد قال الله تعالى: وإن منكم إلا واردها ؛ أي: يمر عليها كان على ربك حتما مقضيا [مريم: 71]؟ قال: «فلم تسمعيه يقول: ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا [مريم: 72]، قال «إني لأرجو ألا يدخل النار -إن شاء الله- أحد شهد النووي : الصحيح أن المراد بالورود: المرور على الصراط، وهو جسر منصوب على جهنم، فيقع فيها أهلها، وينجو الآخرون.
قال الطيبي : وأقول هو الوجه على ما ظهر بأدنى تأمل. انتهى.
وفي رواية: « » رواه لا يدخل النار -إن شاء الله- من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها . فيه بشارة عظيمة، وفضيلة فخيمة لأهل « مسلم بدر » و « الحديبية »، وأهل بيعة الرضوان، وأنهم من أصحاب الجنة يقينا -إن شاء الله تعالى- ورجاء الرسول له حكم القطع.
[ ص: 454 ] وعن -رضي الله عنه-: كنا يوم جابر الحديبية ألفا وأربعمائة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم: « » متفق عليه. والخيرية تدل على كونهم من أهل الجنة. وفي عدد أهلها خلاف بين أهل العلم، منهم من أكثر، ومنهم من أقل. أنتم خير أهل الأرض