عود إلى إبطال القول بأن
على أيدي المجاذيب والدجالين من المتصوفة من كرامات الأولياء ما يحصل من الخوارق
فإن زعمت هذا، فقد أثبت الكرامات للمشركين الكافرين المجانين، وهدمت بذلك ضوابط الإسلام، وقواعد الدين المبين، والشرع المتين. وإذا عرفت بطلان هذين الأمرين، علمت أن هذه أحوال شيطانية، وأفعال طاغوتية، وأعمال إبليسية، يفعلها الشياطين لإخوانهم من هؤلاء الجهلة الضالين، معاونة من الفريقين على إغواء العباد.
وقد ثبت في الأحاديث: أن وهذا أمر مقطوع بوقوعه. فهم الثعابين التي يشاهدها -في أيدي المجاذيب- الإنسان. وقد يكون ذلك من باب السحر، وهو أنواع، وتعلمه ليس بالعسير، بل باب لأعظم الكفر بالله تعالى، وإهانة عظيمة من جعل المصحف في «كنيف» ونحوه. الشياطين والجان يتشكلون بأشكال الحية والثعبان،
فلا يغتر من يشاهد ما يعظم في عينيه من أحوال المجاذيب من الأمور التي يراها عنده خوارق؛ فإن للسحر تأثيرا عظيما في الأفعال. [ ص: 541 ] وهكذا الذين يقلبون الأعيان بالأسحار وغيرها، وقد ملأ سحرة فرعون الوادي بالثعابين والحنشان، حتى أوجس في نفسه خيفة موسى -عليه السلام-، وحتى وصفه الله بأنه سحر عظيم.