بيان حكم الافتخار بالأنساب
ومنها: قال تعالى: الافتخار بالأنساب، يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى [] هما آدم وحواء.
والمقصود: أنهم متساوون; لاتصالهم بنسب واحد، وكونهم يجمعهم أب واحد وأم واحدة، وأنه لا موضع للتفاخر بينهم بالأنساب.
[ ص: 397 ] وقيل: المعنى: أن كل واحد منكم من أب وأم، فالكل سواء.
قال ابن أبي مليكة: لما كان يوم الفتح، رقى فأذن على الكعبة فقال بعض الناس: أهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة ؟ بلال،
وقال بعضهم: إن سخط الله هذا يغيره، فنزلت هذه الآية. أخرجه ابن المنذر، وابن أبي حاتم، في "الدلائل" . والبيهقي
وعن قال: الزهري، أبا هند امرأة منهم، فقالوا: يا رسول الله! أتزوج بناتنا موالينا ؟ فنزلت هذه الآية. أخرجه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني بياضة أن يزوجوا في مراسيله، أبو داود وابن مردويه، في "سننه" . قال والبيهقي نزلت في الزهري: أبي هند خاصة.
وعن أن عمر بن الخطاب: وهي للعرب خاصة، الموالي أي قبيلة لهم، وأي شعاب. هذه الآية هي مكية،
والحاصل: أنه لما كان أصل جميع بني آدم من أب واحد، وأم واحدة، فلا فخر لأحد على أحد، كائنا من كان، ومن أي نسب كان.