عبدي وأمتي، وعن قولهما لمالكهما: مولاي
وعن - رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل: غلامي وجاريتي، وفتاي وفتاتي، ولا يقل العبد: ربي، ولكن ليقل: سيدي" "لا يقولن أحدكم: عبدي وأمتي، .
وفي رواية: ، وفي رواية: "ليقل: سيدي ومولاي" رواه "لا يقل العبد لسيده: مولاي; فإن مولاكم الله" مسلم.
تقدم الكلام على هذا الحديث في موضعه من هذا الكتاب.
والمقصود من إيراده هنا: الاحتجاج على المنع من إفراط التعظيم فيما بينهم، والاقتصار على ما ورد به الحديث، وعدم مجاوزة الحد في الثناء والوصف.
وتمام هذا البحث في كتاب "الجوائز والصلات" ، فراجعه.
وعن - رضي الله عنه -، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: حذيفة رواه "لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان" أحمد، وأبو داود.
وفي رواية منقطعة قال: رواه في "شرح السنة" . "لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، وقولوا: ما شاء الله وحده"
والحديث تقدم في النصيب الأول من هذا الكتاب، ومعناه واضح.
[ ص: 429 ] وفيه نهي عن لأن فيه تعظيمه مفرطا، وهو منهي عنه، فلا يجوز أن يتقول في حق أحد بما يدل على غاية تعظيمه وتذلل القائل به; فإن ذلك شأن الله العلي العظيم، لا شأن أحد من مخلوقاته، عز الخالق، ذل المخلوق. القول بمشيئة غيره تعالى;
وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: رواه "لا تقولوا للمنافق: سيد; فإنه إن يك سيدا، فقد أسخطتم ربكم" أبو داود.
وفيه: لأن ذلك يدخل في إفراط التعظيم، وهو يوجب سخط الرب، ونعوذ بالله من سخط الله. النهي عن مدح أهل النفاق;
وإذا وجب سخط الله على مدح المنافق والثناء عليه، فكيف بمن يمدح الكفار على تباين أنواعهم، واختلاف أصنافهم ؟!! فإنه أشد في السخط من ذلك.
وإنما أوردنا هذه الأحاديث في هذه المقامة، تبعا لصاحب "رد الإشراك" ; فإنه أوردها في القسمين من كتابه، وإلا، فقد تقدم كثير منها، ومع ذلك لا تخلو عن فائدة زائدة.
أعد ذكر نعمان لنا إن ذكره هو المسك ما كررته يتضوع
وما أحق كلام الله تعالى، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بالتكرار!وما أسعد من أتى بهما في معارك الرهبان والأحبار، محتجا بالكتاب والسنة، محترزا عن غيرهما في كل أمر من أمور الدين، وفي كل مسألة من مسائل الشرع المبين!!اللهم وفقنا لذلك، واجعل لنا لسان صدق في الآخرين.