باب في عقل الذكر
لأنه أبطل الاستمتاع وهو ظاهر قوله في الكتاب ، وفي الأنثيين إذا قطعتا دون الذكر الدية كاملة; لأنه أبطل النسل وبطلانهما يبطل النسل، قال الدية تجب في الذكر إذا قطع دون الأنثيين; وقيل: في اليسرى الدية كاملة، يريد: لما قيل أن اليسرى يكون منها النسل خاصة. ابن حبيب:
واختلف إذا قطع الذكر والأنثيان معا أو مفترقين أحدهما بعد الآخر، فقال في كتاب مالك محمد: فيهما ديتان قطعا معا أو مفترقين أحدهما بعد الآخر . وقال في كتاب إذا كان القطع مفترقا كان في الأول الدية وفي الثاني حكومة ولا تبال أيهما تقدم الذكر أم الأنثيان. وقال ابن حبيب: في الذكر الدية تقدم قطعه أو تأخر، وفي الأنثيين إن تقدمتا الدية وإن تأخر قطعهما فلا دية فيهما . يريد: وتكون فيهما حكومة. وقال القاضي ابن حبيب: [ ص: 6378 ] عن أبو محمد عبد الوهاب إذا قطعا معا -رواية أخرى- أن فيهما دية واحدة . مالك:
وقول أحسن، فلا تسقط الدية في الذكر وإن تأخر قطعه; لأن الاستمتاع موجود، وأما الأنثيان فتجب فيهما الدية إذا تقدم قطعهما; لأنه أبطل النسل، ولا يصح النسل منهما إذا تقدم قطع الذكر. ابن حبيب
والذكر فيما يصاب به على ستة أوجه: تجب الدية في ثلاثة، وتسقط في وجه، ويختلف في وجهين .
فتجب إذا قطع جملة، أو قطعت الحشفة وحدها، أو أبطل منه النسل بشيء سقاه أو أطعمه وإن لم يفسد الإنعاظ.
وتسقط إذا قطع بعد قطع الحشفة وفيه حكومة وليس بحساب ما بقي.
وقد اختلف عن في الأنف هل تكون الدية من المارن أو إذا أصيب من أصله ولا يبعد أن يكون الذكر يجري على الخلاف بمثل ذلك إلا أن يكون هناك إجماع . مالك
ويختلف إذا قطع ذكر من لا يصح منه النسل وهو قادر على الاستمتاع أو عاجز عنه، فأما مع كونه قادرا غير عاجز فهو كقوله فيمن قطعت أنثياه [ ص: 6379 ] فأسقط الدية مرة لذهاب النسل- ويلزم على هذا من كان عقيما أو اعترف على نفسه أنه لا يولد له- وأثبت الدية مرة لبقاء الاستمتاع. وأما مع العجز عنه فذلك أحرى ألا تكون فيه دية لاجتماع فقد الشيئين، فقد الاستمتاع، وفقد النسل.
وقال في ذكر الذي لا يأتي النساء الدية كاملة. قال: وكذلك الشيخ الكبير . وفي مختصر الوقار: في ذكر العنين حكومة ، وعلى أحد قولي ابن حبيب: الدية كاملة، وكذلك الحصور الذي لم يخلق له ما يأتي به النساء يختلف فيه. مالك
وقد قال في كتاب مالك محمد في ذكر من قطعت أنثياه: الدية، فقيل له: إنه لا يحمل له؟!
قال: ولكنه ينزل، ومن الناس من لا يحمل له ولا يصيب النساء، فعلى هذا يكون في ذكر الحصور الدية.