قال صاحب تحفة الإرشاد نقلا عن الإمام النووي في دقائق الروضة: التشديد في هو المعروف الذي ذكره الغزالي ابن الأثير، وبلغنا أنه قال: منسوب إلى غزالة بتخفيف الزاي، قرية من قرى طوس.
قلت: وهكذا ذكره النووي أيضا في التبيان، وقال الذهبي في العبر وابن خلكان في التاريخ: عادة أهل خوارزم وجرجان يقولون: القصاري والحباري بالياء فيهما، فنسبوه للغزال، وقالوا ومثل ذلك الغزالي، الشحامي، وأشار لذلك ابن السمعاني أيضا، وأنكر التخفيف، وقال: سألت أهل طوس عن هذه القرية فأنكروها، وزيادة هذه الياء قالوا للتأكيد، وفي تقرير بعض شيوخنا للتمييز بين المنسوب إلى نفس الصنعة وبين المنسوب إلى من كان صنعته كذلك، وهذا ظاهر في العزالي؛ فإنه لم يكن ممن يغزل الصوف ويبيعه، وإنما هي صنعة والده وجده .
ولكن في المصباح للفيومي ما يؤيد التخفيف، وأن غزالة قرية بطوس، وإليها نسب قال: أخبرني بذلك الشيخ الإمام أبو حامد، مجد الدين بن محمد بن أبي الطاهر شروان شاه بن أبي الفضائل فخراور بن عبيد الله بن ست المنا بنت أبي حامد الغزالي ببغداد سنة عشر وسبعمائة، وقال لي: أخطأ الناس في تثقيل جدنا، وإنما هو مخفف .
وقال الشهاب الخفاجي في آخر شرح الشفا: ويقال: إنه منسوب إلى غزالة ابنة وهذا إن صح فلا محيد عنه، والمعتمد الآن عند المتأخرين من أئمة التاريخ والأنساب أن القول قول كعب الأحبار، ابن الأثير أنه بالتشديد .
وسمعت شيخنا القطب السيد العيدروس -نفع الله به- يقول: إنه هكذا سمعه من لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- في واقعة منامية، وعليه أنشدنا شيخنا المرحوم عبد الخالق بن أبي بكر الزجاجي بزبيد لأحد شعراء اليمن وقد أجاد:
ما للعواذل في هواك وما لي روحي فداك يا حبي ومالي غزال طرفك إن رنا أحيا به
وكذلك الإحياء للغزالي