الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
النية .

التالي السابق


ولنعد إلى شرح كلام المصنف الأول (النية) لأنها واجبة في بعض الصلاة وهو أولها لا في جميعها، فكانت ركنا كالتكبيرة والركوع، وقيل: هي شرط؛ لأنها عبارة عن قصد فعل الصلاة، فتكون خارج الصلاة، ولهذا قال المصنف: هي بالشرط أشبه، والأصل فيها قوله تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين . قال الماوردي: والإخلاص في كلامهم النية، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". وأجمعت الأئمة على اعتبار النية؛ لأن الصلاة لا تنعقد إلا بها .



(فائدة)

العبادات المشروط فيها النية في وجوب التعرض للفرض خمسة أقسام؛ الأول: يشترط بلا خلاف كالزكاة، هكذا في شرح المنهاج للدميري، ونوزع. الثاني: عكسه كالحج والعمرة. الثالث: يشترط على الأصح كالصلاة. الرابع: عكسه كصوم رمضان على ما في المجموع من عدم الاشتراط. الخامس: عبادة لا يكفي فيها ذلك، بل يضر، وهي التيمم، فإنه إذا نوى فرضه لم يكف، نقله الخطيب.




الخدمات العلمية