الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
والكلام لا ينقطع إلا بافتتاح الخطبة .

التالي السابق


ثم قال المصنف : (والكلام لا ينقطع إلا بافتتاح الخطبة) قال الرافعي : ويجوز الكلام قبل ابتداء الإمام بالخطبة ، وبعد الفراغ منها ، وأما في الجلوس بين الخطبتين فطريقان ؛ قطع صاحب المذهب ، والغزالي بالجواز ، وأجرى المحاملي ، وابن الصباغ ، وآخرون فيه الخلاف ، ويجوز للداخل في أثناء الخطبة أن لا يتكلم ما لم يأخذ لنفسه مكانا ، والقولان فيما بعده قعود ، وقال المصنف في الوجيز : هل يحرم الكلام على من عدا الأربعين ؟ فيه القولان . قال الرافعي : هذا النقل بعيد في نفسه ، ومخالف لما نقله الأصحاب ، ثم بين ذلك في شرحه ، فإن قلت : ما الفرق بين التحية ، والكلام ؟ وقد قلت بجواز التحية ، فليكن الكلام كذلك .

والجواب : إن قطع الكلام هين متى ابتدأ الخطيب الخطبة بخلاف الصلاة ، فإنه قد يفوت سماع أول الخطبة إلى أن يتمها ، وأصح قولي الشافعي جواز الكلام في الخطبة ، والثاني تحريمه ، ووجوب الإنصات ، وهو القول الآخر للشافعي ، وبه قال مالك ، وأبو حنيفة .



الخدمات العلمية