الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
فإذا فرغ المؤذن قام مقبلا على الناس بوجهه لا يلتفت يمينا ولا شمالا .

التالي السابق


(فإذا فرغ المؤذن) ، وشرع المرقي في ذكر خبر أبي هريرة - رضي الله عنه - يترضى عنه ، ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - (قام مقبلا على الناس بوجهه) ، فإن استقبل القبلة ، وجعل ظهره للناس كره ذلك ، كما في الخلاصة لأصحابنا ، وقال الرافعي : ولو خطب مستدبرا للناس جاز على الصحيح ، وعلى الثاني لا يجزئه . قال النووي : وطرد الدارمي هذا الوجه فيما إذا استدبروه . أهـ .

وقال أصحابنا : وينبغي للقوم أن يستقبلوه بوجوههم ، فالإعراض عنه تهاون وجفاء . قال شمس الأئمة : من كان أمام الإمام استقبل بوجهه ، ومن كان عن يمين الإمام ، أو يساره انحرف إلى الإمام ، فقد صح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خطب استقبل أصحابه ، ومن كان أمامه استقبله بوجهه ، ومن كان عن يمينه ، أو يساره انحرف إليه . قال : ولكن الرسم في زماننا استقبال القوم القبلة ، وترك استقبالهم الخطيب لما يلحقهم من الحرج بتسوية الصفوف بعد فراغ الخطيب من خطبته لكثرة الزحام . قال : وهذا أحسن ، ويسن للخطيب (لا يلتفت) يمينا ، وشمالا ؛ أي : لا في الأولى ، ولا في الثانية . قال الرافعي : ومما ابتدعه الجهلة التفاتهم ؛ أي : الخطباء في الخطبة الثانية . أهـ .




الخدمات العلمية