الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الجملة الثالثة في آداب دخول مكة إلى الطواف وهي ستة :

الأول أن يغتسل بذي طوى لدخول مكة .

التالي السابق


(الجملة الثالثة في آداب دخول مكة إلى الطواف وهي ستة : الأول أن يغتسل بذي طوى لدخول مكة ) وهو بضم الطاء المهملة والقصر ، موضع عند باب مكة سمي بذلك ببئر مطوية فيه ، هكذا ضبطه بعضهم ، وضبطه الأصيلي بكسر الطاء ، وقال الأصمعي : هي بفتح الطاء .

قال المنذري وهو الصواب : فأما الموضع الذي بالشام فبالكسر والضم ويصرف ولا يصرف . وقد قرئ بهما ، وأما التي بطريق الطائف فممدود ، وقد روي في الصحيحين عن ابن عمر أنه كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل ، ثم يدخل مكة نهارا ، ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله .

وروى مالك عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بات بذي طوى حتى صلى الصبح ثم اغتسل ثم دخل مكة .

وأخرج الشافعي في المسند عن عائشة أنها كانت تغتسل بذي طوى حين تقدم مكة .

وروى مالك عن ابن عمر أنه كان إذا خرج حاجا أو معتمرا لم يدخل مكة حتى يغتسل ويأمر من معه فيغتسلوا .

وروى أيضا عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اغتسل بفخ قبل دخول مكة ، وفخ موضع قريب من مكة ، ويكون هذا الغسل في غير حجة الوداع ؛ لأن غسله في حجة الوداع كان بذي طوى .




الخدمات العلمية