الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
والدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن السلف في يوم عرفة أول ما يدعو به . فليقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير .

اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا وفي لساني نورا .

اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري
وليقل :

اللهم رب الحمد لك الحمد كما نقول وخيرا مما نقول لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي وإليك ثوابي .

اللهم إني أعوذ بك من وساوس الصدر وشتات الأمر وعذاب القبر .

اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل ومن شر ما يلج في النهار ومن شر ما تهب به الرياح ومن شر بوائق الدهر .

اللهم إني أعوذ بك من تحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك .

اللهم اهدني بالهدى واغفر لي في الآخرة والأولى يا خير مقصود وأسنى منزول به وأكرم مسئول ما لديه أعطني العشية أفضل ما أعطيت أحدا من خلقك وحجاج بيتك يا أرحم الراحمين .

اللهم يا رفيع الدرجات ومنزل البركات ويا فاطر الأرضين والسموات ضجت إليك الأصوات بصنوف اللغات يسألونك الحاجات وحاجتي إليك أن لا تنساني في دار البلاء إذا نسيني أهل الدنيا .

اللهم إنك تسمع كلامي وترى مكاني وتعلم سري وعلانيتي ولا يخفى عليك شيء من أمري أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المعترف بذنبه أسألك مسألة المسكين ، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل ، وأدعوك دعاء الخائف الضرير دعاء من خضعت لك رقبته ، وفاضت لك عبرته ، وذل لك جسده ، ورغم لك أنفه .

اللهم لا تجعلني بدعائك رب شقيا ، وكن بي رؤوفا رحيما ، يا خير المسؤولين ، وأكرم المعطين .

إلهي من مدح لك نفسه فإني لائم نفسي .

إلهي أخرست المعاصي لساني فما لي وسيلة عن عمل ولا شفيع سوى الأمل .

إلهي إني أعلم أن ذنوبي لم تبق لي عندك جاها ولا للاعتذار وجها ولكنك أكرم الأكرمين .

إلهي إن لم أكن أهلا أن أبلغ رحمتك فإن رحمتك أهل أن تبلغني ورحمتك وسعت كل شيء وأنا شيء .

إلهي إن ذنوبي وإن كانت عظاما ولكنها صغار في جنب عفوك فاغفرها لي يا كريم .

إلهي أنت أنت وأنا أنا أنا العواد إلى الذنوب وأنت العواد إلى المغفرة .

إلهي إن كنت لا ترحم إلا أهل طاعتك فإلى من يفزع المذنبون .

إلهي تجنبت عن طاعتك عمدا وتوجهت إلى معصيتك قصدا فسبحانك ما أعظم حجتك علي وأكرم عفوك عني فبوجوب حجتك علي وانقطاع حجتي عنك وفقري إليك وغناك عني إلا غفرت لي يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج بحرمة الإسلام وبذمة محمد صلى الله عليه وسلم أتوسل إليك فاغفر لي جميع ذنوبي واصرفني من موقفي هذا مقضي الحوائج وهب لي ما سألت وحقق رجائي فيما تمنيت .

إلهي دعوتك بالدعاء الذي علمتنيه فلا تحرمني الرجاء الذي عرفتنيه .

إلهي ما أنت صانع العشية بعبد مقر لك بذنبه خاشع لك بذلته مستكين بجرمه متضرع إليك من عمله تائب إليك من اقترافه مستغفر لك من ظلمه مبتهل إليك في العفو عنه طالب إليك نجاح حوائجه راج إليك في موقفه مع كثرة ذنوبه فيا ملجأ كل حي وولي كل مؤمن من أحسن فبرحمتك يفوز ومن أخطأ فبخطيئته يهلك .

اللهم إليك خرجنا وبفنائك أنخنا وإياك أملنا وما عندك طلبنا ولإحسانك تعرضنا ورحمتك رجونا ومن عذابك أشفقنا وإليك بأثقال الذنوب هربنا ولبيتك الحرام حججنا يا من يملك حوائج السائلين ويعلم ضمائر الصامتين يا من ليس معه رب يدعى ويا من ليس فوقه خالق يخشى ويا من ليس له وزير يؤتى ولا حاجب يرشى يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا جودا وكرما وعلى كثرة الحوائج إلا تفضلا وإحسانا .

اللهم إنك جعلت لكل ضيف قرى ونحن أضيافك فاجعل قرانا منك الجنة .

اللهم إن لكل وفد جائزة ولكل زائر كرامة ولكل سائل عطية ولكل راج ثوابا ولكل ملتمس لما عندك جزاء ولكل مسترحم عندك رحمة ولكل راغب إليك زلفى ولكل متوسل إليك عفوا وقد وفدنا إلى بيتك الحرام ووقفنا بهذه المشاعر العظام وشهدنا هذه المشاهد الكرام رجاء لما عندك فلا تخيب رجاءنا .

إلهنا تابعت النعم حتى اطمأنت الأنفس بتتابع نعمك وأظهرت العبر حتى نطقت الصوامت بحجتك وظاهرت المنن حتى اعترف أولياؤك بالتقصير عن حقك وأظهرت الآيات حتى أفصحت السموات والأرضون بأدلتك وقهرت بقدرتك حتى خضع كل شيء لعزتك وعنت الوجوه لعظمتك إذا أساءت عبادك حلمت وأمهلت وإن أحسنوا تفضلت وقبلت وإن عصوا سترت وإن أذنبوا عفوت وغفرت وإذا دعونا أجبت وإذا نادينا سمعت وإذا أقبلنا إليك قربت وإذا ولينا عنك دعوت .

إلهنا إنك قلت : في كتابك المبين لمحمد خاتم النبيين قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف فأرضاك عنهم الإقرار بكلمة التوحيد بعد الجحود وإنا نشهد لك بالتوحيد مخبتين ولمحمد بالرسالة مخلصين فاغفر لنا بهذه الشهادة سوالف الإجرام ولا تجعل حظنا فيه أنقص من حظ من دخل في الإسلام .

إلهنا إنك أحببت التقرب إليك بعتق ما ملكت أيماننا ونحن عبيدك وأنت أولى بالتفضل فأعتقنا .

وإنك أمرتنا أن نتصدق على فقرائنا ونحن فقراؤك وأنت أحق بالتطول فتصدق علينا .

ووصيتنا بالعفو عمن ظلمنا وقد ظلمنا أنفسنا وأنت أحق بالكرم فاعف عنا .

ربنا اغفر لنا وارحمنا أنت مولانا ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار .

التالي السابق


(الدعوات المأثورة)

أي المروية (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و) عن (السلف) الصالح (في يوم عرفة) أعم من أن يكون غدوته أو عشيته (فليقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له) رواه مالك في الموطأ عن زياد بن أبي زياد المخزومي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز -كأمير وآخره زاي منقوطة ولا نظير له في الأسماء وهو خزاعي تابعي ثقة- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له " هكذا أخرجه مالك واتفق عليه رواة الموطأ وأخرجه البيهقي كذلك في كتاب الدعوات الكبير قال : وروي عن مالك بسند آخر ضعيف ، وقال ابن عبد البر في التمهيد لم نجده موصولا من هذا الوجه قال الحافظ : وكأنه عنى وجود وصله بذكر الصحابي الذي حدث بهطلحة وإلا فقد وجد موصولا من طريق مالك بسند آخر إلى أبي هريرة كما سيأتي ذكره وقال الترمذي : حدثنا أبو عمرو مسلم بن عمرو حدثنا عبد الله بن نافع عن جاد بن أبي حميد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له (له الملك وله الحمد) وهو على كل شيء قدير " هذا حديث غريب أخرجه الترمذي هكذا وقال غريب من هذا الوجه وحماد بن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد وهو أبو إبراهيم الأنصاري المدني وليس هو بالقوي عند أهل الحديث . . أهـ . وأخرجه أحمد عن روح بن عبادة عن محمد بن أبي حميد هكذا هو في رواية روح ورواه المحاملي في الدعاء عن الصغاني عن النضر بن شميل أخبرنا أبو إبراهيم عن عمرو بن شعيب فاسم الراوي محمد كما في رواية روح ولقبه حماد كما في رواية الترمذي وكنيته أبو إبراهيم كما عند المحاملي وقد أشار إلى ذلك الترمذي وقال الطبراني في المناسك : حدثنا الفضل بن هارون البغدادي صاحب أبي ثور حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي حدثنا فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر قال : كان عامة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله عشية عرفة : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " هذا حديث غريب أخرجه إسماعيل بن محمد الطلحي في الترغيب والترهيب من طريق أحمد بن إبراهيم الموصلي وقال : هذا إسناد حسن قال الحافظ : فرج ضعيف فكأنه حسنه شواهده وقوله : (يحيي ويميت) رواه المحاملي في الدعاء من وجه آخر منقطع من حديث علي وفي سنده راو ضعيف ولفظه : كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير " وقوله : (وهو حي لا يموت) هذه الزيادة لم أجدها في سياق هذه الأحاديث المذكورة هنا وقوله : (بيده الخير وهو على كل شيء قدير) هو في حديث علي الذي أشرنا إليه قال المحاملي في الدعاء حدثنا أبو هشام الرفاعي ويوسف بن موسى قالا : حدثنا وكيع حدثنا موسى بن عبيدة عن علي رضي الله عنه فساقه وموسى بن عبيدة هو الربذي ضعيف وقد سقط من السند بعده عن أخيه عبد الله بن عبيدة [ ص: 374 ] فقد أخرجه البيهقي في السنن من طريق عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده وابن أبي شيبة في المصنف عن وكيع وثبت في روايتهما ذكر عبد الله بن عبيدة قال الحافظ : وعبد الله لم يسمع من علي فهذا وجه الانقطاع ورواه الدارقطني من وجه آخر منقطع أيضا حدثنا الحسن بن المثنى حدثنا عفان بن مسلم حدثنا قيس بن الربيع حدثنا الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي عشية عرفة . . . " فساقه مثل رواية النضر عند المحاملي لكن فيه : "بيده الخير " وأخرج بعضه ابن خزيمة في الصحيح من حديث علي ، وقيس بن الربيع ضعفوه واعتذر عنه ابن خزيمة كونه في محض الدعاء وأخرجه البيهقي من طريقه في فضائل الأوقات مطولا وأما حديث أبي هريرة الذي تقدم الوعد بذكره فأخرجه ابن عدي قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم وصالح بن أحمد بن يونس قالا : حدثنا علي بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن يحيى المدني حدثنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل قولي وقول الأنبياء قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير " قال ابن عدي هذا بهذا السند منكر عن مالك لم يروه غير عبد الرحمن وهو غير معروف . . أهـ . وأخرجه الدارقطني في غرائب مالك عن يعقوب بن إبراهيم العسكري عن علي بن حرب تفرد به عبد الرحمن (اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري وليقل : اللهم رب لك الحمد كما نقول وخيرا مما نقول لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي اللهم إني أعوذ بك من وساوس الصدور وشتات الأمر وعذاب القبر اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل ومن شر ما يلج في النهار ومن شر ما هبت به الرياح وشر بوائق الدهر ) أخرجه البيهقي في السنن من طريق عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن علي رضي الله عنه قال : كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة : "لا إله إلا الله إلى قوله : قدير ، اللهم اجعل في سمعي نورا وفي بصري نورا وفي قلبي نورا اللهم اغفر لي ذنبي ويسر لي أمري واشرح لي صدري اللهم إني أعوذ بك من وسواس الصدور ومن شتات الأمر ومن عذاب القبر اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل ومن شر ما يلج في النهار ومن شر ما هبت به الرياح ومن شر بوائق الدهر " هذا حديث غريب من هذا الوجه وقد رواه إسحاق وابن أبي شيبة عن وكيع عن موسى بن عبيدة ورواه المحاملي في الدعاء من هذا الوجه إلا أنه أسقط عبد الله بن عبيدة من السند وتقدم الكلام عليه قريبا وأخرجه المستغفري في الدعوات بلفظ : "يا علي! إن أكثر دعاء من قبلي يوم عرفة أن أقول لا إله إلا الله . . . " فساقه مثل سياق المصنف وإسناده ضعيف .

وأخرج الترمذي من حديث علي قال : أكثر ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف : "اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول ، لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدور وشتات الأمر ، اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح " وقال ليس إسناده بالقوي (اللهم إني أعوذ بك من تحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك ، اللهم اهدني بالهدى واغفر لي في الآخرة والأولى يا خير مقصود إليه وأيسر) وفي نسخة وأسنى (منزول عليه وأكرم مسؤول ما لديه أعطني العشية أفضل ما تعطي أحدا من خلقك وحجاج بيتك) يا أرحم الراحمين (اللهم يا رفيع الدرجات ويا منزل البركات ويا فاطر الأرضين والسموات ضجت إليك الأصوات بصنوف اللغات)وفي نسخة : بضروب اللغات وفي أخرى : بجميع اللغات (يسألونك الحاجات وحاجتي إليك أن تذكرني) وفي نسخة : وحاجتي أن لا تنساني (في دار البلاء إذا نسيني أهل الدنيا) رواه الطبراني في الدعاء قال : حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن سليمان عن عبد الله بن الحرث أن ابن عمر رضي الله عنهما كان عشية عرفة يرفع صوته : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم اهدنا [ ص: 375 ] بالهدى وزينا بالتقوى واغفر لنا في الآخرة والأولى ، ثم يخفض صوته يقول : اللهم إني أسألك من فضلك رزقا طيبا مباركا ، اللهم إنك أمرتنا بالدعاء وقضيت على نفسك بالإجابة وإنك لا تخلف وعدك ولا تنكر عهدك اللهم ما أحببت من خير فحببه إلينا ويسره لنا وما كرهت من شيء فجنبناه وكرهه لنا ولا تزغ عنا الإسلام بعد إذ أعطيتناه " قال الحافظ : هذا موقوف صحيح الإسناد قلت : وأخرجه أبو ذر الهروي في منسكه بلفظ : كان يقول بالموقف : الله أكبر ثلاث مرات ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد مرة واحدة ثم يقول : اللهم اهدني بالهدى واعصمني بالتقوى واغفر لى في الآخرة والأولى ، ثلاث مرات ، ثم يسكت قدر ما يقرأ بفاتحة الكتاب ثم يعود فيقول مثل ذلك حتى يفرغ وكان يقول : اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا ، وقد تقدم عن ابن عمر دعاء أطول من ذلك فيما يقال بعد ركعتي الطواف وأنه كان يقول ذلك بعرفات أيضا (اللهم إنك تسمع كلامي وترى مكاني وتعلم سري وعلانيتي ولا يخفى عليك شيء من أمري أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المعترف بذنبه أسألك مسألة المسكين ، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل ، وأدعوك دعاء الخائف الضرير) أي المضرور (دعاء من خضعت لك رقبته ، وفاضت لك عبرته ، وذل لك خده ، ورغم لك أنفه ، اللهم لا تجعلني بدعائك رب شقيا ، وكن بي رؤوفا رحيما ، يا خير المسؤولين ، وأكرم المعطين) .

قال العراقي : رواه الطبراني في المعجم الصغير من حديث ابن عباس قال كان فيما دعا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشية عرفة : "اللهم إنك ترى مكاني وتسمع كلامي وتعلم سري وعلانيتي . . . " ذكر الحديث إلى قوله : "يا خير المسؤولين ويا خير المعطين " وإسناده ضعيف . . أهـ .

قلت : ورواه كذلك ابن جميع في مسنده وأبو ذر الهروي في منسكه وتقدم في دعاء ركعتي الطواف حديث بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه- أن آدم عليه السلام كان يقول : اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي . . . إلخ ذكره ابن الجوزي في "مثير العزم " فهذه الأدعية المذكورة منها : ما هو مأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أشرنا إليه ، ومنها : ما هو موقوف على بعض رواته عنه ، ومنها : ما هو مأثور عمن بعدهم ومن المرفوع ما ليس مقيدا بيوم عرفة ونسوق هنا ذكر بعض أدعية مأثورة على شرط المصنف فمن ذلك ما أخرج ابن الجوزي في "مثير العزم " عن علي -رضي الله عنه- قال : لا أدع هذا الموقف ما وجدت إليه سبيلا لأنه ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار وليس يوم أكثر عتقا للرقاب من يوم عرفة فأكثر فيه أن تقول : "اللهم اعتق رقبتي من النار ، وأوسع لي في الرزق الحلال ، واصرف عني فسقة الإنس والجن " فإنه عامة ما أدعو به اليوم .

وأخرج أبو ذر الهروي عن سالم بن عبد الله أنه كان يقول بالموقف : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له مسلمون ، لا إله إلا الله ولو كره المشركون ، لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين " ولم يزل يقول ذلك حتى غابت الشمس ثم التفت إلى بكير بن عتيق بالتصغير فيهما فقال : قد رأيت لو ذانك بي اليوم ، ثم قال حدثني أبي عن أبيه عمر بن الخطاب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "يقول الله : من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين " قلت : قال البيهقي : أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي قدم علينا أخبرنا أبو حكيم محمد بن أبي القاسم الدارمي حدثنا أبي عن أبيه عن أبي عبيدة السري بن يحيى أنه حدثه حدثنا عثمان بن زفر عن صفوان بن أبي الصهباء عن بكير بن عتيق قال : حججت فتوسمت رجلا أقتدي به فإذا رجل مصفر اللحية فإذا هو سالم بن عبد الله بن عمر وإذا هو في الموقف يقول : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له مسلمون ، لا إله إلا الله ولو كره المشركون ، لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين " فلم يزل يقول هذا حتى غابت الشمس ثم نظر إلي فقال : قد رأيت لو ذانك بي منذ اليوم حدثني أبي عن أبيه فساقه وأخرجه ابن شاذان عن عبد الله بن محمد الأصبهاني حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم حدثنا أبو مسعود هو الرازي حدثنا أبو نعيم هو ضرار بن صرد [ ص: 376 ] حدثنا صفوان بن أبي الصعباء فذكر الحديث دون القصة وأخرجه البخاري في كتاب العباد عن أبي بكر بن أبي عاصم وأخرجه ابن شاهين في كتاب الترغيب من طريق يحيى الحماني عن صفوان وأورده ابن الجوزي في الموضوعات قال الحافظ ولم يصب صفوان ذكره البخاري في التاريخ ولم يذكر فيه جرحا وأما شيخه فهو ثقة عندهم والله أعلم .

ومن ذلك ما قال المحب الطبري في المناسك : أخبرنا أبو الحسين بن المغير إجازة قال : أنبأنا الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي أنبأنا الحسن بن أحمد الفقيه أخبرنا عبيد الله بن أحمد الأزهري أخبرنا محمد بن علي بن زيد بن مروان حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الجصاص حدثنا أبو الحسن محمد بن المنذر حدثنا عبد الله بن عمران حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن الحر بن قيس ومعاوية بن قرة وأبي وائل شقيق بن سلمة عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "ليس في الموقف قول ولا عمل أفضل من هذا الدعاء وأول من ينظر الله إليه صاحب هذا القول إذا وقف بعرفة فيستقبل البيت الحرام بوجهه ويبسط يديه كهيئة الداعي ثم يلبي ثلاثا ويكبر ثلاثا ويقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير يقول ذلك مائة مرة ، ثم يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أشهد أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما يقول ذلك مائة مرة ، ثم يتعوذ من الشيطان الرجيم أن الله هو السميع العليم يقول ذلك ثلاث مرات ، ثم يقرأ فاتحة الكتاب ثلاث مرات يبدأ في كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم وفي آخر فاتحة يقول كل مرتين آمين ثم يقرأ : قل هو الله أحد مائة مرة يقول أولها : بسم الله الرحمن الرحيم ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : صلى الله وملائكته على النبي الأمي وعلى آله وعليه السلام ورحمة الله وبركاته مائة مرة ثم يدعو لنفسه ويجتهد في الدعاء لوالديه ولقرابته ولإخوانه في الله من المؤمنين والمؤمنات فإذا فرغ من دعائه عاد في مقالته هذه يقول ثلاثا لا يكون له في الموقف قول ولا عمل حتى يمسي على هذا فإذا أمسى باهى الله به الملائكة يقول : انظروا إلى عبدي استقبل بيتي فكبرني ولباني وسبحني وحمدني وهللني وقرأ بأحب السور إلي وصلى على نبيي أشهدكم أني قد قبلت عمله وأوجبت له أجره وغفرت له ذنبه وشفعته فيمن تشفع له ولو شفع في أهل الموقف شفعته فيهم " قلت : أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات وقال وفي سنده عندي بعض من أتهم بالكذب ومن ذلك ما قال المحب الطبري أيضا أخبرنا أبو الحسن بن المغير إجازة أنبأنا أبو بكر بن الزاغوني أخبرنا عبد الله بن محمد العلاف حدثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس الحافظ حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن وسنة حدثنا عبد السلام بن عمرة الحنفي حدثنا عروة بن قيس حدثتني أم الفيض مولاة عبد الملك بن مروان قالت : سألت عبد الله بن مسعود عن هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : نعم ، ما من عبد أو أمة دعا بهذه الدعوات ليلة عرفة ألف مرة وهي عشرة كلم إلا لم يسأل ربه عز وجل شيئا إلا أعطاه إياه إلا قطيعة رحم أو مأثما : "سبحان الذي في السماء عرشه ، سبحان الذي في الأرض موطئه ، سبحان الذي في البحر سبيله ، سبحان الذي في النار سلطانه ، سبحان الذي في الجنة رحمته ، سبحان الذي في القبر قضاؤه ، سبحان الذي رفع السماء ، سبحان الذي وضع الأرض ، سبحان الذي لا منجى ولا ملجأ منه إلا إليه ، سبحان الذي في القرآن وحيه " قلت : وهكذا رواه ابن الجزري الحافظ المقري في جزء أخرجه له الحافظ تقي الدين بن مهد فيما يتعلق بعرفة ثم شرع المصنف في ذكر أدعية ومناجاة نقلت عن السلف فقال : (إلهي من مدح إليك نفسه) بأنواع البر (فإني لائم لنفسي) بغاية القصور (إلهي أخرست المعاصي لساني) أي أسكتته (فأي وسيلة) أتوسل بها إليك (من عمل) صالح (ولا شفيع) لي عندك (سوى الأمل) والرجاء في عفوك (اللهم إني أعلم) وأتيقن (أن ذنوبي لم تبق لي عندك) أي : شؤمها (جاها) أعتد به (ولا للاعتذار) إلى إبداء العذر (وجها ولكنك أكرم الأكرمين) فاعتمدت على كرمك [ ص: 377 ] (إلهي إن لم أكن أهلا) ومستحقا (أن أبلغ رحمتك فإن رحمتك أهل لأن تبلغني) أي تصلني (رحمتك التي وسعت كل شيء) أي عمته بشمولها (وأنا شيء) من الأشياء ومثله قول القطب أبي الحسن الشاذلي قدس سره في حزبه الكبير : إلهي إن لم نكن لرحمتك أهلا أن ننالها فرحمتك أهل أن تنالنا (إلهي إن ذنوبي وإن كانت عظاما فهي صغار في جنب عفوك) إذا قرنت به (فاغفرها لي يا كريم إلهي أنت أنت) في كمال ربوبيتك (وأنا أنا) في كمال عبوديتي (أنا العواد) أي كثير العود (إلى الذنوب) والمخالفات (وأنت العواد إلى المغفرة) لها بمحض فضلك (إلهي إن كنت لا ترحم إلا أهل طاعتك) وخاصتك (فإلى من يفزع) أي يلتجئ (المذنبون) والمقصرون (إلهي تجنبت عن طاعتك عمدا) لشؤم نفسي الأمارة (وتوجهت إلى معصيتك قصدا) مني (فسبحانك ما أعظم حجتك علي) في كلا الحالتين (وأكرم عفوك عني فبوجوب حجتك علي) فيما أسرفت على نفسي (وانقطاع حجتي) عنك (وفقري إليك) من سائر الوجوه (وغناك عني) في سائر الأطوار (إلا ما غفرت لي يا أرحم الراحمين يا خير من دعاه داع) فأجابه (وأفضل من رجاه راج) فقربه وأعطاه (بحرمة الإسلام) أي أركانه (وبذمة) أي عهد (محمد عليه السلام أتوسل إليك فاغفر لي جميع ذنوبي) دقها وجليلها (واصرفني عن موقفي هذا) أي عرفات (مقضى الحوائج) أي متمومها (وهب لي ما سألت) في مقامي هذا (وحقق رجائي فيما تمنيت) من أمور الدنيا والآخرة (إلهي دعوتك بالدعاء الذي علمتنيه) أي ألهمتني إياه (فلا تحرمني الرجاء الذي عرفتنيه) على لسان رسلك (إلهي ما أنت صانع العشية) أي في هذه العشية (بعبد مقر لك بذنبه) غير منكر (خاشع لك) أي لجلالك (بذله) الذي هو وصف حقيقي له (مستكين) أي ضارع (بجرمه متضرع إليك من) سيئ (عمله تائب إليك من افترائه) واعتدائه (مستغفر لك من ظلمه) لنفسه (مبتهل إليك في العفو عنه طالب إليك في نجاح حوائجه) أي الفوز بها سواء دنيوية أو أخروية (راج لك) أي لإحسانك (في موقفه مع كثرة ذنوبه) ومعاصيه (فيا ملجأ كل حي) ما من شأنه الحياة ظاهرا أو باطنا (وولي كل مؤمن) كما في قوله تعالى : الله ولي الذين آمنوا (من أحسن) لنفسه (فبرحمتك يفوز ومن أساء) عليها (فبخطيئته) وشؤمه (يهلك اللهم إليك خرجنا وبفنائك) أي رحابك (أنخنا) رواحلنا (وإياك) لا غيرك (أملنا وما عندك) من الفضل (طلبنا ولإحسانك) العام (تعرضنا ورحمتك) الواسعة (رجونا ومن عذابك) الدنيوي والأخروي (أشفقنا) أي خفنا (ولبيتك الحرام حججنا) أي قصدنا (يا من يملك حوائج السائلين) أي : إنجاحها (ويعلم ضمائر الصامتين) أي : ما في ضمائرهم ولو لم يتكلموا (يا من ليس معه رب) يشاركه في ربوبيته فيقصد و (يدعى) أي : يتوجه إليه بالطلب (ويا من ليس فوقه خالق يخشى) بأسه (ويا من ليس له وزير) ، وهو من يحمل عن الملك ثقل التدبير (يؤتى) إليه في قضاء الحاجات (ولا حاجب) على بابه (يرشى) أي يعطى رشوة وهي بالكسر ما يعطيه الشخص للحاكم أو غيره ليحكم له أو يحمله على ما يريد (ويا من لا يزداد على كثرة السؤال) من عبيده (إلا تكرما وجودا) وفضلا (و) لا يزداد (على كثرة الحوائج) المرفوعة إليه (إلا تفضلا وإحسانا) ومنحا (اللهم إنك جعلت لكل ضيف قرى) هو ما يقرى به من الطعام والشراب (ونحن أضيافك) وردنا على موائد كرمك (فاجعل قرانا منك الجنة) الفوز بها (اللهم إن لكل وفد) هم القوم يفدون ومنه الحاج وفد الله (جائزة) هو اسم لما يجازى به الوفد من المال وغيره (ولكل زائر كرامة) [ ص: 378 ] أي : إكراما (ولكل سائل عطية) فإنه لا يمنع بحال (ولكل راج ثوابا) أي : جزاء يثوب إليه أي : يرجع (ولكل ملتمس لما عندك أجرا) وفي نسخة جزاء (ولكل مترحم) أي : طالب رحمة (عندك رحمة) تعطاه (ولكل راغب إليك زلفة) بالضم أي قربة (ولكل متوسل إليك عفوا وقد وفدنا إلى بيتك الحرام ووقفنا عند هذه المشاعر العظام) هي مواضع المناسك (وشاهدنا هذه المشاهد الكرام) جمع مشهد وهو كل موضع تشهده الملائكة أو أهل الخير والصلاح (رجاء لما عندك فلا تخيب رجاءنا) ثم أشار المصنف إلى مشهد الجمع فقال (إلهنا تابعت النعم) أي : أفضتها علينا متتابعة (حتى اطمأنت الأنفس) أي : سكنت (بتتابع نعمك) وترادفها (وأظهرت العبر) جمع عبرة بالكسر هي ما يعتبر بها الإنسان (حتى نطقت الصوامت بحجتك) نطقا يليق بها (وظاهرت المنن) أي : تابعتها مترادفة (حتى اعترف أولياؤك بالتقصير عن) أداء بعض (حقك) الثابت عليهم (وأظهرت الآيات) الدالة على كمال قدرتك (حتى أفصحت السموات والأرضون) بلسان حالها (بأدلتك) الدالة على كمال وحدانيتك (وقهرت بقدرتك) أي : تجليت بصفة القاهر (حتى خضع) أي : ذل (كل شيء لعزتك) ومنعتك (وعنت الوجوه) أي وجوه كل شيء أي : خضعت (لعظمتك) وكبريائك (إذا أساء عبادك) بجهلهم (حلمت) عليهم (وأمهلت) لهم (وإذا أحسنوا) بالطاعة (تفضلت) عليهم (وقبلت) منهم (وإذا عصوا سترت) عليهم (فإذا أذنبوا عفوت) عن ذنوبهم (وغفرت) لهم (وإذا دعونا) بلسان الاضطرار (أجبت) دعاءنا وجبرت اضطرارنا (وإذا نادينا) بلسان الافتقار (سمعت) نداءنا (وإذا أقبلنا إليك) بكليتنا (قربت) قربا يليق بذاتك وفي نسخة دنوت (وإذا ولينا عنك) بشؤم غفلتنا (دعوت) وطلبت (إلهنا أنك قلت : في كتابك المبين) المفصح للأحكام والأسرار (لمحمد خاتم النبيين) صلى الله عليه وسلم ( قل للذين كفروا ) أي : ستروا نعمة الحق ببغيهم وعنادهم ( إن ينتهوا ) عن وصفهم ذلك ( يغفر لهم ما قد سلف ) أي تقدم (فأرضاك الإقرار) بألسنتهم الظاهرة (بكلمة التوحيد بعد الجحود) والأنكار (وإنا نشهد لك) أي نقر ونخضع (لك بالتوحيد) الظاهر والباطن حال كوننا (مخبتين) أي : خاضعين (ولمحمد نبيك) صلى الله عليه وسلم (بالرسالة) العامة (مخلصين فاغفر لنا بهذه الشهادة) الشاهدة على الإخبات والإخلاص (سوالف الإجرام) أي : الذنوب المتقدمة (ولا تجعل حظنا فيه منك أنقص من حظ من دخل في الإسلام) إيماء لانقياد الظاهر (اللهم إنك أحببت التقرب إليك بعتق ما ملكت أيماننا) من العبيد والإماء (ونحن عبيدك) بالرق الحقيقي (وأنت أولى بالتفضل علينا فاعتقنا) أي : رقابنا من النار (وإنك أمرتنا أن نتصدق على فقرائنا) بأن نواسيهم بالمال وغيره (ونحن فقراؤك) محتاجون إليك (وأنت أحق بالتطول) أي : التفضل علينا (فتصدق علينا و) أنت (وصيتنا) على لسان رسولك صلى الله عليه وسلم (بالعفو عمن ظلمنا) وتعدى علينا (وقد ظلمنا أنفسنا) بتعديها عن حدودك (وأنت أحق بالكرم فاعف عنا) وسامحنا (ربنا اغفر لنا) ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا (وارحمنا) برحمتك العامة (أنت مولانا) وسيدنا (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار) ختم به المناجاة تبركا ولكونه جامعا شاملا لسائر خيور الدنيا والآخرة .




الخدمات العلمية