الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وقال جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال : سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة " وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال : " قال الفقراء لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ذهب أهل الدثور بالأجور ؛ يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم فقال أوليس قد جعل لكم ما تصدقون به ؟! إن بكل تسبيحة صدقة ، وتحميدة صدقة ، وتهليلة صدقة ، وتكبيرة صدقة ، وأمر بمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، ويضع أحدكم اللقمة في في أهله فهي له صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة ، قالوا : يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال صلى الله عليه وسلم ؟! أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ قالوا : نعم ، قال : كذلك إن وضعها في الحلال كان له فيها أجر .

" وقال أبو ذر رضي الله عنه قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبق أهل الأموال بالأجر ، يقولون كما نقول ، وينفقون ولا ننفق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلا أدلك على عمل إذا أنت عملته أدركت من قبلك وفقت من بعدك إلا من قال مثل قولك ؛ تسبح الله بعد كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمده ثلاثا وثلاثين وتكبر أربعا وثلاثين

التالي السابق


( وقال جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه ( قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة") قال العراقي: رواه الترمذي، وقال: حسن، والنسائي في اليوم والليلة، وابن حبان، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم اهـ .

قلت: رواه الترمذي عن أحمد بن منيع، عن روح بن عبادة، عن حجاج بن أبي عثمان، عن أبي الزبير، عن جابر، وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير. وأخرجه هو والنسائي من وجه آخر عن حجاج، ورجاله ثقات، إلا أن فيه عنعنة أبي الزبير.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف، وابن منيع، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير، وأبو نعيم، والضياء في المختارة، كلهم عن جابر، بلفظ: "سبحان الله العظيم وبحمده" ورواه ابن أبي شيبة أيضا، عن أبي عمر موقوفا .

وروى الحاكم في تاريخ نيسابور، والديلمي من حديث أنس: "من قال: سبحان الله وبحمده غرس الله له بها ألف شجرة في الجنة، أصلها من ذهب، وفرعها در، وطلعها كثدي الأبكار، ألين من الزبد، وأحلى من الشهد، كلما أخذ منه شيء عاد كما كان".

وروى أحمد والطبراني في الكبير من حديث معاذ بن أنس: "من قال: سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة" الحديث .

( وعن أبي ذر -رضي الله عنه- أنه قال: "قال الفقراء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ذهب أهل الدثور) أي: أهل الأموال ( بالأجور؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم) أي: بما فضل من أموالهم من الحوائج الأصلية ( فقال) صلى الله عليه وسلم: ( أوليس قد جعل الله تعالى لكم ما تصدقون به؟! إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وتحميدة صدقة، وتهليلة صدقة، وتكبيرة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، ويضع أحدكم اللقمة في في) أي: فم ( أهله) أي: زوجته ( فهي له صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! فقال) صلى الله عليه وسلم: ( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ قالوا: نعم، قال: كذلك إن وضعها في الحلال كان له فيها أجر") رواه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ .

وله وأبي داود والنسائي وابن خزيمة وأبي عوانة وابن حبان من طريق أبي الأسود الدؤلي، عن أبي ذر مرفوعا: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى".

( وقال أبو ذر) رضي الله عنه ( قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبق أهل الأموال بالأجر، يقولون كما نقول، وينفقون) من فضول أموالهم ( ولا ننفق، فقال صلى الله عليه وسلم: أفلا أدلك على عمل إذا أنت فعلته أدركت من قبلك وفقت من بعدك إلا من قال مثل قولك؛ تسبح بعد كل صلاة) أي: من المكتوبات ( ثلاثا وثلاثين) مرة ( وتحمد ثلاثا وثلاثين) مرة [ ص: 17 ] ( وتكبر أربعة وثلاثين) مرة.

قال العراقي: رواه ابن ماجه، إلا أنه قال: قال سفيان: لا أدري أيتهن أربع. ولأحمد في هذا الحديث: "وتحمد أربعا وثلاثين" وإسنادهما جيد. ولأبي الشيخ في الثواب من حديث أبي الدرداء : "وتكبر أربعا وثلاثين" كما ذكره المصنف. اهـ .

قلت: حديث أبي الدرداء هذا أخرجه النسائي في اليوم والليلة بلفظ المصنف، وعنده مثله عن كعب بن عجرة.






الخدمات العلمية