الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
القسم الأول:

في الآداب التي تتقدم على الأكل .

وهي سبعة :

الأول أن يكون الطعام بعد كونه حلالا في نفسه طيبا في جهة مكسبه موافقا للسنة والورع لم يكتسب بسبب مكروه في الشرع ولا بحكم هوى ومداهنة في دين على ما سيأتي في معنى الطيب المطلق في كتاب الحلال والحرام وقد أمر الله تعالى بأكل الطيب وهو الحلال وقدم النهي عن الأكل بالباطل على القتل تفخيما لأمر الحرام وتعظيما لبركة الحلال فقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلى قوله ولا تقتلوا أنفسكم الآية فالأصل في الطعام كونه طيبا ، وهو من الفرائض وأصول الدين .

التالي السابق


(القسم الأول: في الآداب التي تتقدم على الأكل وهي سبعة:)

(الأول أن يكون الطعام) الذي يأكله (بعد كونه حلالا في نفسه طيبا في جهة مكسبه موافقا للسنة والورع) بأن تكون عينه معروفة لم تختلط بعين أخرى من ظلم وخيانة، وأشار إلى موافقته لحكم السنة بقوله: (لم يكتسب بسبب مكروه) في الشرع (و) أن يكون سببه مباحا (لا) بسبب محظور في الشرع (بحكم هوى ومداهنة في دين) ودنيا (على ما سيأتي) بيان ذلك (في معنى الطيب المطلق في كتاب الحلال والحرام) إن شاء الله تعالى، (وقد أمر الله تعالى بأكل الطيب وهو الحلال وقدم) الأمر بالأكل على الأمر بالشكر فقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله وقدم (النهي عن الأكل بالباطل) أي: بالحرام (على القتل) للأنفس (تفخيما لأمر الحرام) الذي هو الأكل بالباطل، (فالأصل في الطعام كونه طيبا، وهو من الفرائض وأصول الدين) وسيأتي تفصيل ذلك في كتاب الحلال والحرام .

وإن ما ذكره المصنف من طيبه في نفسه من جهة الكسب، وموافقة السنة، وانتقاء حكم الهوى، والمداهنة هي علامات الخلال الثلاث .




الخدمات العلمية