الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وليتمضمض بعد الخلال ففيه أثر عن أهل البيت عليهم السلام .

وأن يلعق القصعة ويشرب ماءها .

ويقال من لعق القصعة وغسلها وشرب ماءها كان له عتق رقبة .

وأن التقاط الفتات مهور الحور العين

التالي السابق


(ويتمضمض بعد الخلال) أي: لما يعقب الخلال بعض الدم فيتنجس به الفم فيزيله بالمضمضة (ففيه أثر عن أهل البيت) هكذا في "القوت " إلا أنه قال عن بعض أهل البيت: (وأن يلعق القصعة) وما في معناها كالصفحة والصحن، (يقال من لعق القصعة وشرب ماءها كان له عتق رقبة) أي: بمنزلة عتق رقبة، هكذا نقله صاحب "القوت "، وقد روي مرفوعا بمعناه من حديث نبيشة الخير الهذلي رفعه: من أكل في قصعة ولحسها استغفرت له القصعة. رواه الترمذي من حديث المعلى بن راشد، حدثتني جدتي أم عاصم قالت: دخل علينا نبيشة الخير ونحن نأكل في قصعة، فحدثنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:... فذكره. وهكذا أخرجه ابن ماجه وآخرون منهم: أحمد والبغوي والدارمي وابن أبي خيثمة وابن السكن وابن شاهين، وقال الترمذي : غريب. وكذا قال الدارقطني، وأورده بعضهم بلفظ: "تستغفر الصحفة للاحسين"، وقال صاحب العوارف وروى أنس قال: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإسلات القصعة ، وهو مسحها من الطعام .

وروى الطبراني في الكبير من حديث العرباض بن سارية: " من لعق الصحفة ولعق أصابعه أشبعه الله في الدنيا والآخرة" وروى الحكيم الترمذي من حديث أنس بمثل سياق حديث نبيشة عند الترمذي، إلا أنه زاد: " وصلت عليه " وثبت في صحيح مسلم عن جابر الأمر بلعق الأصابع والصحفة، فإنكم " لا تدرون في أي طعامكم البركة ". وفي لفظ لابن حبان: " ولا ترفع الصحفة حتى تلعقها، فإن في آخر الطعام البركة. (و) يقال: (إن التقاط الفتات من حوالي المائدة) وأكلها (مهور الحور العين) نقله صاحب "القوت " ولفظه: " وليأكل ما سقط من فتات الطعام، يقال: إنه مهور الحور العين .




الخدمات العلمية