الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وأما قول القائل : إن من وضعت يدي في قصعته فقد ذلت له رقبتي ، فقد قال بعضهم : هذا خلاف السنة وليس كذلك فإنه ذل إذا كان الداعي لا يفرح بالإجابة ، ولا يتقلد منة ، وكان يرى ذلك يدا له على المدعو .

ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحضر لعلمه أن الداعي له يتقلد منة ويرى ذلك شرفا وذخرا لنفسه في الدنيا والآخرة فهذا يختلف باختلاف الحال ، فمن ظن به أنه يستثقل الإطعام وإنما يفعل ذلك مباهاة أو تكلفا فليس من السنة إجابته .

بل الأولى التعلل ولذلك قال بعض الصوفية .

لا تجب إلا دعوة من يرى أنك أكلت رزقك وأنه سلم إليك وديعة كانت لك عنده ، ويرى لك الفضل عليه في قبول تلك الوديعة منه .

وقال سري السقطي رحمه الله: آه على لقمة ليس على الله فيها تبعة ولا لمخلوق فيها منه .

فإذا علم المدعو أنه لا منة في ذلك فلا ينبغي أن يرد .

وقال أبو تراب النخشي رحمة الله عليه : عرض علي طعام فامتنعت فابتليت بالجوع أربعة عشر يوما ، فعلمت أنه عقوبته .

وقيل لمعروف الكرخي رضي الله عنه : كل من دعاك تمر إليه ، فقال : أنا ضيف أنزل حيث أنزلوني .

التالي السابق



الخدمات العلمية