الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وإن تخيل أن الرجال ينتفعون بالنظر إليه ولا يحرم على الرجال الانتفاع بالنظر إلى الديباج مهما لبسه الجواري والنساء .

والحيطان ، في معنى النساء إذ لسن موصوفات بالذكورة .

التالي السابق


ثم قال: (وإن تخيل أن الرجال ينتفعون بالنظر إليه فلا يحرم على الرجال الانتفاع بالنظر إلى الديباج مهما لبسه الجواري والنساء، فالحيطان في معنى النساء إذ ليس موصوفا بالذكورية) وقد يقال: إذا لم تكن الحيطان موصوفة بالذكورية فليست كذلك موصوفة بالأنوثية وكونها في معنى النساء لأجل الاستمتاع بالنظر بعيد، ألا ترى إلى حديث البراء في الصحيحين: " نهانا عن سبع " الحديث. وفيه " وعن المياثر " وفسره القاضي عياض في المشارق بأنها سروج تتخذ من الديباج أو هي أغشية السروج من الحرير ولا يخفى أن السروج ليست موصوفة بالذكورية، فلم حرمت أغشيتها من الحرير ؟ وليس ذلك إلا لما فيه من الترفه والتفاخر والتشبه بزي الأعاجم، وقد يتعدد في بعض الأوقات فيشق تركها على من اعتادها، فالحاصل أن تحلية الكعبة والمصحف وأمثال ذلك قالوا بإباحته لأجل التعظيم، وأما تحلية الحيطان وتزيينها بالحرير وغير ذلك فمن الإسراف الحرام، والله أعلم .




الخدمات العلمية