الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وأربعة توهن البصر النظر إلى القذر والنظر إلى المصلوب والنظر إلى فرج المرأة والقعود في استدبار القبلة .

التالي السابق


(وأربع توهن البصر) أي: تضعفه (النظر إلى القذر) أي: الشيء المستقذر تنبو عنه، فإذا كرر النظر إليه فقد كلفها ما لا تستطيع فيضعف نورها لأنها بطبعها لا تميل إلا إلى مستحسن . [ ص: 274 ] (والنظر إلى المصلوب) على الخشبة، والمراد تكرير النظر إليه، فأما إذا وقع فجأة عليه وعلى الذي قبله فليس داخلا فيه، (والنظر إلى فرج المرأة) أو إلى داخله عند الجماع بالقصد والاختيار، فأما إذا وقع بصره عليه عند الجماع من غير قصد أو نظر في ظاهره فليس داخلا فيه، بل قيل: لأنه يورث العمى أعاذنا الله من ذلك، وقد جرب ذلك حتى قيل: إن سيدنا عبد الله بن عباس إنما أصيب في بصره من أجل ذلك، وكان إذا جامع لولا يكشف عليه ويراه ما تم حظه في الجماع، وعلى هذا القدم جماعة. لكن ينبغي الحذر من ذلك وعدم التقصد، وفي الخبر: أن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " ما رأيت منه ولا رأى مني " تعني به النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا هو السنة والأدب .

(والقعود في استدبار القبلة) أي: يوليها بظهره .




الخدمات العلمية