الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ومن ثمار هذه الرتبة الإيثار بالنفس أيضا كما روي أنه سعى بجماعة من الصوفية إلى بعض الخلفاء فأمر بضرب رقابهم وفيهم أبو الحسين النوري فبادر السياف ليكون هو أول مقتول فقيل له في ذلك ، فقال : أحببت أن أوثر إخواني بالحياة في هذه اللحظة فكان ذلك سبب نجاة جميعهم في حكاية طويلة فإن لم تصادف نفسك في رتبة من هذه الرتب مع أخيك ؛ فاعلم أن عقد الأخوة لم ينعقد بعد في الباطن وإنما الجاري بينكما مخالطة رسمية لا وقع لها في العقل والدين ؛ فقد قال ميمون بن مهران من رضي من الإخوان بترك الإفضال فليؤاخ أهل القبور .

التالي السابق


(ومن تمام هذه الرتبة الإيثار بالنفس أيضا) أي: يؤثر نفسه على نفس أخيه في الموت (كما روي أنه سعي بجماعة من الصوفية إلى بعض الخلفاء) لكلام بلغه عنهم (فأمر بضرب رقابهم وفيهم أبو الحسين) أحمد بن محمد (النوري) رحمه الله تعالى، صحب السري وابن أبي الحواري وكان من أقران الجنيد، مات سنة خمس وتسعين ومائتين (فبادر إلى السياف ليكون هو أول مقتول) دون إخوانه (فقيل له في ذلك، فقال: أحببت أن أوثر إخواني بالحياة في هذه اللحظة) اللطيفة، فبلغ ذلك الخليفة فعفا عنهم (فكان ذلك سبب نجاة جميعهم في حكاية طويلة) هذا محصلها .

(فإن لم تصادف نفسك في رتبة من هذه الرتب مع أخيك؛ فاعلم أن عقد الأخوة لم ينعقد بعد في الباطن وإنما الجاري بينكما مخالطة رسمية) ظاهرية (لا وقع لها) ولا تأثير (في العقل والدين؛ فقد قال ميمون بن مهران) الجزري، كوفي نزل الرقة ثقة فقيه ولي لعمر بن عبد العزيز الجزيرة، روى له البخاري في الأدب المفرد والباقون (من رضي من الإخوان بترك الأفضال فليؤاخ أهل القبور) كذا في القوت .

وأخرجه صاحب الحلية من طريق المعافى ابن عمران عن ميمون بن مهران، قال: من رضي من صلة الإخوان بلا شيء فليؤاخ أهل القبور .




الخدمات العلمية