فمن الوفاء للأخ أوقع في قلب الصديق من مراعاة الأخ في نفسه فإن فرحه بتفقد من يتعلق به أكثر ؛ إذ لا يدل على قوة الشفقة والحب إلا تعديهما من المحبوب إلى كل من يتعلق به حتى الكلب الذي على باب داره ينبغي أن يميز في القلب عن سائر الكلاب ومهما انقطع الوفاء بدوام المحبة شمت به الشيطان فإنه لا يحسد متعاونين على بر كما يحسد متواخيين في الله ومتحابين فيه فإنه يجهد نفسه لإفساد ما بينهما قال الله تعالى : مراعاة جميع أصدقائه وأقاربه والمتعلقين به ومراعاتهم وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم وقال مخبرا عن يوسف من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ويقال : ما تواخى اثنان في الله ففرق بينهما إلا بذنب يرتكبه أحدهما .
وكان بشر يقول : إذا قصر العبد في طاعة الله سلبه الله من يؤنسه .
وذلك لأن الإخوان مسلاة للهموم وعون على الدين .
ولذلك قال ألذ الأشياء مجالسة الإخوان والانقلاب إلى كفاية . ابن المبارك :