الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ومن الوفاء أن لا يسمع بلاغات الناس على صديقه لاسيما من يظهر أولا أنه محب لصديقه كيلا يتهم ثم يلقي الكلام عرضا وينقل عن الصديق ما يوغر القلب فذلك من دقائق الجيل في التضريب ومن لم يحترز منه لم تدم مودته أصلا .

قال واحد لحكيم : قد جئت خاطبا لمودتك قال : إن جعلت مهرها ثلاثا فعلت قال وما هي قال لا تسمع علي بلاغة ولا تخالفني في أمر ولا توطئني عشوة .

ومن الوفاء أن لا يصادق عدو صديقه .

قال الشافعي رحمه الله إذا أطاع صديقك عدوك فقد اشتركا في عدواتك .

التالي السابق


(ومن الوفاء ألا يسمع بلاغات الناس على صديقه) من كلام يغيره عنه (ولاسيما من يظهر أولا أنه محب لصديقه كيلا يتهم) في صداقته (ثم يلقي الكلام عرضا وينقل من الصديق ما يوغر القلب) ويهيج الغارة (فذلك من دقائق الحيل في التضريب) والإفساد (ومن لا يحتر زمنه لم تدم مودته أصلا قال رجل لحكيم: قد جئت خاطبا لمودتك) ولفظ القوت: وروينا أن حكيما جاء إلى حكيم فقال: جئتك خاطبا إليك مودتك (قال: إن جعلت مهرها ثلاثا فعلت) فقال: ما هن؟ قال: (لا تسمع علي بلاغا ولا تخالفني في أمر ولا تواطئني عشوة) ولفظ القوت: قال: لا تخالفني في أمر ولا تقبل علي بلاغة ولا تعطني في رشوة، فقال: قد فعلت، قال: قد آخيتك (رمز الوفاء أن لا يصادق عدو صديقه) أي: لا يتخذ عدو صديقه محبا .

(قال الشافعي) -رحمه الله تعالى-: (إذا أطاع صديقك عدوك فقد اشتركا في العداوة) والذي نقله أبو نعيم والبيهقي أنه من علامات الصديق أن يكون لصديق صديقه صديقا .




الخدمات العلمية