الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبهة أزج الحاجبين سابغهما وكان أبلج ما بين الحاجبين كأن ما بينهما الفضة المخلصة .

التالي السابق


(وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبهة ) ، أي : واضحها قال الخليل هي مستوى ما بين الحاجبين إلى الناصية ، وقال الأصمعي : هي موضع السجود ، والجمع جباه .

(أزج الحاجبين) ، أي : مقوسهما مع كثرة شعرهما وطول في طرفه وامتداده أو دقيقهما مع طول (سابغهما) ، أي : كاملهما .

(وكان أبلج ما بين الحاجبين كأن ما بينهما الفضة المخلصة) أي كأن بين حاجبيه بلجة ، أي فرجة بيضاء دقيقة لا تتبين إلا لمتأمل فهو غير أقرن في الواقع ، وإن كان أقرن بحسب الظاهر عند من لم يتأمله ؛ لأنهما سبغا حتى كاد يلتقيان ، قال الأصمعي : كانت العرب تكره القرن ، وتستحب البلج ، والبلج هو أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نقيا ، روى البيهقي في الدلائل من حديث أبي هريرة ، كان مفاض أهدب الأشفار ، وروى الترمذي في الشمائل من حديث هند بن أبي هالة ، "كان واسع الجبين أزح الحواجب سوابغ في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب " الحديث ، وروى البيهقي من طريق حرب بن شريح ، صاحب الخلقان ، قال : حدثني رجل من بامدويه ، قال : حدثني جدي ، قال : انطلقت إلى المدينة ، فذكر الحديث في رؤيته رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : فإذا رجل حسن الجسم عظيم الجبهة ، الحديث ، وروى من حديث أبي هريرة ، كان أحسن الناس صفة ، وأجملها الحديث ، وفيه: أسيل الجبين شديد سواد الشعر الحديث ، وفي بعض الروايات كان صلت الجبين ، وكلها تؤول إلى معنى واحد .




الخدمات العلمية