الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وكان معتدل الخلق في السمن بدن في آخر زمانه وكان لحمه متماسكا يكاد يكون على الخلق الأول لم يضره السمن .

التالي السابق


(وكان) صلى الله عليه وسلم (معتدل الخلق في السمن) رواه البيهقي كذلك ، ولم يقل في السمن ، وقد رواه الترمذي في الشمائل ، هكذا من حديث هند بن أبي هالة ، والمراد به اعتدال خلقه ، في جميع أوصاف ذاته ؛ لأن الله تعالى حماه خلقا وشريعة وأمة من غائلتي الإفراط والتفريط (بدن في آخر زمانه وكان لحمه) مع ذلك (متماسكا يكاد يكون على الخلق الأول لم يضره السن) ، أي : الطعن في العمر ، وفي نسخة لم يضره السمن ، رواه البيهقي ، كذلك بلفظ بدن في آخر زمانه ، وكان بذلك البدن متماسكا ، وكاد يكون على الخلق الأول ، لم يضره السن ، وروى الترمذي في الشمائل ، والطبراني من حديث هند بن أبي هالة ، بادن البادن يوهم الإفراط في السمن ، المستدعي لرخاوة البدن ، وعدم استمساكه وهو مذموم اتفاقا ، استدرك ونفى ذلك فقال : متماسك أي يمسك بعضه بعضا لما اشتمل عليه من الاعتدال التام ، وبلوغ الغاية في تناسب الأعضاء والتركيب .




الخدمات العلمية