الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وأبطل الله تعالى الكهانة بمبعثه صلى الله عليه وسلم فعدمت وكانت ظاهرة موجودة .

التالي السابق


(و) من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه (أبطل الله الكهانة بمبعثه صلى الله عليه وسلم فعدمت وكانت) قبل (ظاهرة موجودة) .

قال العراقي : رواه الخرائطي من حديث مرداس بن قيس الأوسي ، قال : حضرت النبي صلى الله عليه وسلم - وذكرت عنده الكهانة وما كان من تغييرها عند مخرجه ، الحديث ، ولأبي نعيم في الدلائل من حديث ابن عباس في استراق الجن السمع ، فيلقونه على أوليائهم ، فلما بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم - زجروا بالنجوم ، وأصله عند البخاري بهذا السياق اهـ .

قلت : مرداس بن قيس هذا ذكره أبو موسى في الذيل ، والحديث الذي ذكره الخرائطي فإنه أخرجه في كتاب الهواتف له من طريق عيسى بن يزيد بن صالح بن كيسان ، عمن حدثه عن مرداس بن قيس ، قال : "حضرت النبي صلى الله عليه وسلم - " وذكره إلى قوله عند مخرجه ، ثم قال : فقلت : يا رسول الله ، عندنا شيء من ذلك أخبرك به ، فذكر قصة طويلة فيها أن كاهنهم كان يصيب كثيرا ثم أخطأ مرة بعد مرة ، ثم قال : يا معشر دوس ، حرست السماء ، وخرج الأنبياء وإنه مات عقب ذلك " .

قال الحافظ في "الإصابة" : وعيسى أظنه ابن دأب ، وهو كذاب ، وفي السند أيضا عبد الله بن محمد البلوي كذاب .

وأخرج البيهقي في الدلائل عن الزهري ، قال : إن الله حجب الشياطين عن السمع ، بهذه النجوم ، وانقطعت الكهنة فلا كهانة ، وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ، في قوله تعالى : وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع قال حرستها به السماء حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم - ؛ لكيلا يسترق السمع ، فأنكرت الجن ذلك ، فكان كل من استمع منهم قذف " .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ، قال : كانت الجن قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم - يستمعون من السماء ، فلما بعث حرست فلم يستطيعوا أن يستمعوا .




الخدمات العلمية