الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ودعا شجرتين فأتتاه واجتمعتا ، ثم أمرهما فافترقتا وكان صلى الله عليه وسلم نحو الربعة فإذا مشى مع الطوال طالهم .

التالي السابق


(و) من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه (دعا شجرتين فأتتاه فاجتمعتا ، ثم أمرهما فافترقتا) قال العراقي : رواه أحمد من حديث يعلى بن مرة بسند صحيح اهـ .

قلت : ورواه أحمد من طريق أبي سفيان بن طلحة بن نافع ، وهو تابعي عن يعلى بن مرة ، قال : جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء ضربه بعض أهل مكة ، فقال له : ما لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : فعل بي هؤلاء وفعلوا ، فقال له جبريل : أتحب أن أريك آية ؟ فقال : نعم قال : فنظر إلى شجرة من وراء الوادي ، فقال : ادع إلى تلك الشجرة ، فدعاها ، قال : فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه ، فقال : مرها فلترجع إلى مكانها ، فأمرها فرجعت إلى مكانها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - حسبي حسبي " .

ورواه الدارمي من حديث أنس ، وأخرج الترمذي وصححه من حديث ابن عباس ، قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال : "بم أعرف أنك نبي الله ، قال : إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة تشهد أني رسول الله ؟ قال : نعم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم - فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي صلى الله عليه وسلم - حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم - فلم ير شيئا يستتر به ، فإذا شجرتان في شاطئ الوادي ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم - إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال : انقادي علي بإذن الله تعالى ، فانقادت معه كالبعير المخشوش ، الذي يصانع قائده ، ثم فعل بالأخرى كذلك ، حتى إذا كان بالنصف قال : التئما علي بإذن الله تعالى فالتأمتا " .




الخدمات العلمية