الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ودعا صلى الله عليه وسلم النصارى إلى المباهلة فامتنعوا فعرفهم صلى الله عليه وسلم أنهم إن فعلوا ذلك هلكوا فعلموا صحة قوله فامتنعوا وأتاه عامر بن الطفيل بن مالك وأربد بن قيس ، وهما فارسا العرب وفاتكاهم عازمين على قتله صلى الله عليه وسلم ، فحيل بينهما وبين ذلك ودعا عليهما فهلك عامر بغدة ، وهلك أربد بصاعقة أحرقته .

التالي السابق


(و) من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه (دعا) طائفة (النصارى إلى المباهلة) ، أي : الملاعنة ، (فامتنعوا) عن ذلك (وأخبر) صلى الله عليه وسلم (أنهم إن فعلوا) ذلك (هلكوا فعلموا صحة قوله فامتنعوا) .

قال العراقي : رواه البخاري من حديث ابن عباس في أثناء حديث : ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم - لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا .

(وأتاه عامر بن الطفيل) بن مالك بن جعفر الكلابي (وأربد بن قيس ، وهما فارسا العرب وفاتكاهم) والفتك هو الأخذ بقوة وبطش (عازمين) ، أي : قاصدين (على قتله صلى الله عليه وسلم ، فحيل بينهما وبين ذلك فدعا صلى الله عليه وسلم عليهما فهلك عامر بغدة ، وهلك أربد بصاعقة أحرقته) قال العراقي : رواه الطبراني في الأكبر والأوسط ، من حديث ابن عباس بطوله بسند فيه لين اهـ .

قلت : عامر بن الطفيل رئيس بني عامر في الجاهلية ، وقصة قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم - مشهورة ، فإنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثمانين سنة ، فقال له : أبايعك على أن لي كذا وكذا وذكر شروطا فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم - ودعا عليه فأصابته غدة فكان يقول : غدة كغدة البعير ، وموت في بيت سلولية .




الخدمات العلمية