الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الخامس : أن يكون الإنسان معروفا بلقب يعرب عن عيبه كالأعرج والأعمش فلا إثم على من يقول : روى أبو الزناد عن الأعرج وسلمان عن الأعمش وما يجري مجراه فقد فعل العلماء ذلك لضرورة التعريف ، ولأن ذلك قد صار بحيث لا يكرهه صاحبه لو علمه بعد أن قد صار مشهورا به نعم إن وجد عنه معدلا وأمكنه التعريف بعبارة أخرى فهو أولى ولذلك يقال للأعمى : البصير ، عدولا عن اسم النقص .

التالي السابق


( الخامس: أن يكون الإنسان معروفا بلقب يعرب) أي: يبين (عن عينه) أي: شخصه ( كالأعرج ) وهو لقب عبد الرحمن بن هرمز المدني ، من أكبر أصحاب أبي هريرة ، مات بالإسكندرية سنة سبع عشرة ومئة، ( والأعمش ) هو لقب سليمان بن مهران الكاهلي -أبو محمد الكوفي- (فلا إثم على من يقول: روى أبو الزناد ) ، هو عبد الله بن ذكوان القرشي المدني ، ثقة، فقيه، مات سنة ثمانين، روى له الجماعة، (عن الأعرج ) عن أبي هريرة ، ( وسليمان عن الأعمش ) هكذا في النسخ، أي: روى سليمان عن الأعمش ، والأعمش اسمه سليمان ، كما تقدم، إلا أن يكون أحد رواة الأعمش اسمه سليمان ، لكنه ليس في الشهرة كأبي الزناد عن الأعرج ، (وما يجرى مجراه) كالأبح، والأبرش، والأشج، والأثرم، والأجلح، والأحدب، والأجرد، والأحمر، والأحنف، والأحول، والأزرق، والأسود، والأشتر، والأشج، والأشدق، والأشعث، والأشقر، والأشل، والأصفر، والأصم، والأعجم، والأعسم، والأعشى، والأعلم، والأعمى، والأعنق، والأعور، والأعين، والأغطش، والأفرق، والأفطس، والأقرع، والبطين، وبومة، والتل، والجارود، والجرب، والحافي، والحمال، ودحروجة الجعل، ورخ، ورشك، وزنبور، وزنيج، وسحبل، والسمين، وسندول، وصاعقة، والضال، والضرير، والضخم، والضعيف، والطويل، والعجل، وغندر، والغول، والفافا، والفرخ، والفقير، والقباع [ ص: 557 ] ، والقرظ، والقصير، والكوسج، وكيلجة، ولوين، والمجدر، ومحرق، والمزلق، ومشفر، والمضروب، والمعرقب، والمفلوج، والمقعد، والمقفع، والمنبوذ، فهذه ألقاب رواة الآثار، وحملة الأخبار مما يغض عنه السامع عند ذكره .

وكذلك الكنى من الألقاب، كأبي الأحوص، وأبي البطن، وأبي ثور، وأبي الشعثاء، وأبي كشوثا، وما يجرى مجراه، وكذلك الأنساب من الألقاب، كالتبوذكي، والدنداني، والزنجي، والقبطي، والمنجنيقي، والنبطي، وما يجرى مجراه، (فقد فعل العلماء ذلك للتعريف، ولأن ذلك قد صار بحيث لا يكرهه صاحبه لو علم) أنهم يقولون كذلك، (بعد أن قد صار مشهورا به) لا يعرف إلا هكذا، وهو في الأعرج والأعمش ، والطويل ، ظاهر، فإن هؤلاء كان يقال لهم ذلك ولا يغضبون، (نعم إن وجد عنه معدلا وأمكنه التعريف بعبارة أخرى فهو أولى) وهو اختيار الحسن وجماعة، فكانوا يعدون مثل ذلك غيبة، وقد تقدم النقل عنهم، (ولذلك يقال للأعمى: البصير، عدولا عن اسم النقص) ، ويريدون به البصير بقلبه، وفي بعض الأقوال، وإنما قيل لحميد: الطويل ; لأنه كان قصيرا، فالطول ليس بنقص، بخلاف القصر، نعم إذا وصف الرجل بالطول المفرط يغضي منه .




الخدمات العلمية