الآثار قال بعض السلف : أول خطيئة هي
nindex.php?page=treesubj&link=18715الحسد حسد إبليس
آدم عليه السلام على رتبته فأبى أن يسجد له فحمله على الحسد والمعصية وحكي أن عون بن عبد الله دخل على الفضل بن المهلب وكان يومئذ على
واسط فقال : إني أريد أن أعظك بشيء ، فقال وما هو قال : إياك والكبر ، فإنه أول ذنب عصي الله به ، ثم قرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=34وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس الآية ، وإياك والحرص ، فإنه أخرج
آدم من الجنة ، أمكنه الله سبحانه من جنة عرضها السموات والأرض يأكل منها إلا شجرة واحدة نهاه الله عنها ، فأكل منها ، فأخرجه الله تعالى منها ثم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=38اهبطوا منها إلى آخر الآية ، وإياك والحسد فإنما ، قتل ابن
آدم أخاه حين حسده ، ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=27واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق الآيات ، وإذا ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك وإذا ذكر القدر فاسكت وإذا ذكرت النجوم فاسكت وقال
بكر بن عبد الله كان رجل يغشى بعض الملوك فيقوم بحذاء الملك فيقول : أحسن إلى المحسن بإحسانه ، فإن المسيء سيكفيه إساءته ، فحسده رجل على ذلك المقام والكلام ، فسعى به إلى الملك ، فقال : إن هذا الذي يقوم بحذائك ، ويقول ما يقول ، زعم أن الملك أبخر فقال له الملك : وكيف يصح ذلك عندي ? قال تدعوه : إليك ، فإنه إذا دنا منك وضع يده على أنفه ؛ لئلا يشم ريح البخر ، فقال له : انصرف حتى أنظر فخرج من عند الملك ، فدعا الرجل إلى منزله فأطعمه طعاما فيه ثوم ، فخرج الرجل من عنده ، وقام بحذاء الملك على عادته ، فقال أحسن إلى المحسن بإحسانه ، فإن المسيء سيكفيه إساءته ، فقال له الملك ادن : مني ، فدنا منه فوضع يده على فيه مخافة أن يشم الملك منه رائحة الثوم ، فقال الملك في نفسه : ما أرى فلانا إلا قد صدق قال : وكان الملك لا يكتب بخطه إلا بجائزة ، أو صلة ، فكتب له كتابا بخطه إلى عامل من عماله : إذا أتاك حامل كتابي هذا فاذبحه ، واسلخه ، واحش جلده تبنا ، وابعث به إلي ، فأخذ الكتاب ، وخرج فلقيه ، الرجل الذي سعى به ، فقال : ما هذا الكتاب قال : خط الملك لي بصلة ، فقال : هبه لي ، فقال : هو لك ، فأخذه ومضى به إلى العامل ، فقال العامل : في كتابك أن أذبحك ، وأسلخك ، قال : إن الكتاب ليس هو لي فالله ، الله في أمري حتى تراجع الملك فقال : ليس لكتاب الملك مراجعة ، فذبحه ، وسلخه وحشى ، جلده تبنا ، وبعث به ، ثم عاد الرجل إلى الملك كعادته ، وقال مثل قوله فعجب ، الملك ، وقال : ما فعل الكتاب ، فقال : لقيني فلان فاستوهبه ، مني ، فوهبته له قال له ، الملك : إنه ذكر لي أنك تزعم أني أبخر قال ما قلت ذلك ، قال فلم وضعت يدك على فيك ، قال لأنه أطعمني طعاما فيه ثوم ، فكرهت أن تشمه ، قال : صدقت ، ارجع إلى مكانك ، فقد كفاك المسيء إساءته وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين رحمه الله ما حسدت أحدا على شيء من أمر الدنيا ; لأنه إن كان من أهل الجنة ، فكيف أحسده على الدنيا ، وهي حقيرة في الجنة ، وإن كان من أهل النار ، فكيف أحسده على أمر الدنيا ، وهو يصير إلى النار وقال رجل للحسن هل يحسد المؤمن؟ قال ما أنساك بني يعقوب نعم ، ولكن غمة في صدرك فإنه ، لا يضرك ما لم تعد به يدا ولا ، لسانا وقال أبو الدرداء: ما أكثر عبد ذكر الموت إلا قل فرحه وقل حسده وقال
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية كل الناس أقدر على رضاه إلا حاسد نعمة ، فإنه لا يرضيه إلا زوالها ولذلك قيل :
كل العداوات قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك من حسد
وقال بعض الحكماء : الحسد جرح لا يبرأ ، وحسب الحسود ما يلقى وقال أعرابي : ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد إنه يرى النعمة عليك نقمة عليه وقال الحسن يا ابن
آدم ، لم تحسد أخاك ، فإن كان الذي أعطاه لكرامته عليه ، فلم تحسد من أكرمه الله ، وإن كان غير ذلك ، فلم تحسد من مصيره إلى النار وقال بعضهم : الحاسد لا ينال من المجالس إلا مذمة ، وذلا ، ولا ينال من الملائكة إلا لعنة ، وبغضا ، ولا ينال من الخلق إلا جزعا وغما ، ولا ينال عند النزع إلا شدة وهولا ، ولا ينال عند الموقف إلا فضيحة ونكالا .
الْآثَارُ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : أَوَّلُ خَطِيئَةٍ هِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=18715الْحَسَدُ حَسَدَ إِبْلِيسُ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى رُتْبَتِهِ فَأَبَى أَنْ يَسْجُدَ لَهُ فَحَمَلَهُ عَلَى الْحَسَدِ وَالْمَعْصِيَةِ وَحُكِيَ أَنَّ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ دَخَلَ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ الْمُهَلَّبِ وَكَانَ يَوْمَئِذٍ عَلَى
وَاسِطٍ فَقَالَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعِظَكَ بِشَيْءٍ ، فَقَالَ وَمَا هُوَ قَالَ : إِيَّاكَ وَالْكِبْرَ ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ ، ثُمَّ قَرَأَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=34وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ الْآيَةَ ، وَإِيَّاكَ وَالْحِرْصَ ، فَإِنَّهُ أَخْرَجَ
آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ ، أَمْكَنَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ يَأْكُلُ مِنْهَا إِلَّا شَجَرَةً وَاحِدَةً نَهَاهُ اللَّهُ عَنْهَا ، فَأَكَلَ مِنْهَا ، فَأَخْرَجَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=38اهْبِطُوا مِنْهَا إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، وَإِيَّاكَ وَالْحَسَدَ فَإِنَّمَا ، قَتَلَ ابْنُ
آدَمَ أَخَاهُ حِينَ حَسَدَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=27وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ الْآيَاتِ ، وَإِذَا ذُكِرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمْسِكْ وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَاسْكُتْ وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَاسْكُتْ وَقَالَ
بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ رَجُلٌ يَغْشَى بَعْضَ الْمُلُوكِ فَيَقُومُ بِحِذَاءِ الْمَلِكِ فَيَقُولُ : أَحْسِنْ إِلَى الْمُحْسِنِ بِإِحْسَانِهِ ، فَإِنَّ الْمُسِيءَ سَيَكْفِيهِ إِسَاءَتَهُ ، فَحَسَدَهُ رَجُلٌ عَلَى ذَلِكَ الْمَقَامِ وَالْكَلَامِ ، فَسَعَى بِهِ إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الَّذِي يَقُومُ بِحِذَائِكَ ، وَيَقُولُ مَا يَقُولُ ، زَعَمَ أَنَّ الْمَلِكَ أَبْخَرٌ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : وَكَيْفَ يَصِحُّ ذَلِكَ عِنْدِي ? قَالَ تَدْعُوهُ : إِلَيْكَ ، فَإِنَّهُ إِذَا دَنَا مِنْكَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى أَنْفِهِ ؛ لِئَلَّا يَشُمَّ رِيحَ الْبَخْرِ ، فَقَالَ لَهُ : انْصَرِفْ حَتَّى أَنْظُرَ فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ ، فَدَعَا الرَّجُلَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَطْعَمَهُ طَعَامًا فِيهِ ثُومٌ ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِهِ ، وَقَامَ بِحِذَاءِ الْمَلِكِ عَلَى عَادَتِهِ ، فَقَالَ أَحْسِنْ إِلَى الْمُحْسِنِ بِإِحْسَانِهِ ، فَإِنَّ الْمُسِيءَ سَيَكْفِيهِ إِسَاءَتَهُ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ ادْنُ : مِنِّي ، فَدَنَا مِنْهُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ مَخَافَةَ أَنْ يَشُمَّ الْمَلِكُ مِنْهُ رَائِحَةَ الثُّومِ ، فَقَالَ الْمَلِكُ فِي نَفْسِهِ : مَا أَرَى فَلَانًا إِلَّا قَدْ صَدَقَ قَالَ : وَكَانَ الْمَلِكُ لَا يَكْتُبُ بِخَطِّهِ إِلَّا بِجَائِزَةٍ ، أَوْ صِلَةٍ ، فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا بِخَطِّهِ إِلَى عَامِلٍ مِنْ عُمَّالِهِ : إِذَا أَتَاكَ حَامِلُ كِتَابِي هَذَا فَاذْبَحْهُ ، وَاسْلُخْهُ ، وَاحْشُ جِلْدَهُ تِبْنًا ، وَابْعَثْ بِهِ إِلَيَّ ، فَأَخَذَ الْكِتَابَ ، وَخَرَجَ فَلَقِيَهُ ، الرَّجُلُ الَّذِي سَعَى بِهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا الْكِتَابُ قَالَ : خَطَّ الْمَلِكُ لِي بِصِلَةٍ ، فَقَالَ : هَبْهُ لِي ، فَقَالَ : هُوَ لَكَ ، فَأَخَذَهُ وَمَضَى بِهِ إِلَى الْعَامِلِ ، فَقَالَ الْعَامِلُ : فِي كِتَابِكَ أَنْ أَذْبَحَكَ ، وَأَسْلُخَكَ ، قَالَ : إِنَّ الْكِتَابَ لَيْسَ هُوَ لِي فَاللَّهَ ، اللَّهَ فِي أَمْرِي حَتَّى تُرَاجِعَ الْمَلِكَ فَقَالَ : لَيْسَ لِكِتَابِ الْمَلِكِ مُرَاجَعَةٌ ، فَذَبَحَهُ ، وَسَلَخَهُ وَحَشَى ، جِلْدَهُ تِبْنًا ، وَبَعَثَ بِهِ ، ثُمَّ عَادَ الرَّجُلُ إِلَى الْمَلِكِ كَعَادَتِهِ ، وَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ فَعَجِبَ ، الْمَلِكُ ، وَقَالَ : مَا فَعَلَ الْكِتَابُ ، فَقَالَ : لَقِيَنِي فُلَانٌ فَاسْتَوْهَبَهُ ، مِنِّي ، فَوَهَبْتُهُ لَهُ قَالَ لَهُ ، الْمَلِكُ : إِنَّهُ ذَكَرَ لِي أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنِّي أَبْخَرُ قَالَ مَا قُلْتُ ذَلِكَ ، قَالَ فَلِمَ وَضَعْتَ يَدَكَ عَلَى فِيكَ ، قَالَ لِأَنَّهُ أَطْعَمَنِي طَعَامًا فِيهِ ثُومٌ ، فَكَرِهْتُ أَنْ تَشُمَّهُ ، قَالَ : صَدَقْتَ ، ارْجِعْ إِلَى مَكَانِكَ ، فَقَدْ كَفَاكَ الْمُسِيءُ إِسَاءَتَهُ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنُ سِيرِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ مَا حَسَدْتُ أَحَدًا عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا ; لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَكَيْفَ أَحْسُدُهُ عَلَى الدُّنْيَا ، وَهِيَ حَقِيرَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَكَيْفَ أَحْسُدُهُ عَلَى أَمْرِ الدُّنْيَا ، وَهُوَ يَصِيرُ إِلَى النَّارِ وَقَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ هَلْ يَحْسُدُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ مَا أَنْسَاكَ بَنِي يَعْقُوبَ نَعَمْ ، وَلَكِنْ غُمَّةٌ فِي صَدْرِكَ فَإِنَّهُ ، لَا يَضُرُّكَ مَا لَمْ تُعَدِّ بِهِ يَدًا وَلَا ، لِسَانًا وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا أَكْثَرَ عَبْدٌ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِلَّا قَلَّ فَرَحُهُ وَقَلَّ حَسَدُهُ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ كُلُّ النَّاسِ أَقْدِرُ عَلَى رِضَاهُ إِلَّا حَاسِدَ نِعْمَةٍ ، فَإِنَّهُ لَا يُرْضِيهِ إِلَّا زَوَالُهَا وَلِذَلِكَ قِيلَ :
كُلُّ الْعَدَاوَاتِ قَدْ تُرْجَى إِمَاتَتُهَا إِلَّا عَدَاوَةَ مَنْ عَادَاكَ مِنْ حَسَدِ
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : الْحَسَدُ جُرْحٌ لَا يَبْرَأُ ، وَحَسْبُ الْحَسُودِ مَا يَلْقَى وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ : مَا رَأَيْتُ ظَالِمًا أَشْبَهَ بِمَظْلُومٍ مِنْ حَاسِدٍ إِنَّهُ يَرَى النِّعْمَةَ عَلَيْكَ نِقْمَةً عَلَيْهِ وَقَالَ الْحَسَنُ يَا ابْنَ
آدَمَ ، لِمَ تَحْسُدْ أَخَاكَ ، فَإِنْ كَانَ الَّذِي أَعْطَاهُ لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِ ، فَلِمَ تَحْسُدُ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَلِمَ تَحْسُدُ مَنْ مَصِيرُهُ إِلَى النَّارِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : الْحَاسِدُ لَا يَنَالُ مِنَ الْمَجَالِسِ إِلَّا مَذَمَّةً ، وَذُلًّا ، وَلَا يَنَالُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا لَعْنَةً ، وَبُغْضًا ، وَلَا يَنَالُ مِنِ الْخَلْقِ إِلَّا جَزَعًا وَغَمًّا ، وَلَا يَنَالُ عِنْدَ النَّزْعِ إِلَّا شِدَّةً وَهَوْلًا ، وَلَا يَنَالُ عِنْدَ الْمَوْقِفِ إِلَّا فَضِيحَةً وَنَكَالًا .