السبب الثالث الكبر وهو : أن يكون في طبعه أن يتكبر عليه ، ويستصغره ويستخدمه ، ويتوقع منه الانقياد له والمتابعة في أغراضه ، فإذا نال نعمة خاف أن لا يحتمل تكبره ، ويترفع عن متابعته أو ربما ، يتشوف إلى مساواته أو إلى أن يرتفع عليه ، فيعود متكبرا بعد أن كان متكبرا عليه ، إذ قالوا : كيف يتقدم علينا غلام يتيم وكيف نطأطئ رءوسنا ، فقالوا : ومن التكبر والتعزز ، كان حسد أكثر الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلم لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم .
أي : كان لا يثقل علينا أن نتواضع له ، ونتبعه إذا كان عظيما وقال تعالى يصف قول قريش : أهؤلاء من الله عليهم من بيننا كالاستحقار لهم ، والأنفة منهم .