وقال محمد بن الحسين لما علم أهل الفضل ، والعلم ، والمعرفة ، والأدب أن وأنه لم يرضها لأوليائه ، وأنها عنده حقيرة قليلة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم زهد فيها وحذر أصحابه من فتنتها أكلوا منها قصدا وقدموا فضلا وأخذوا منها ما يكفي وتركوا ما يلهي لبسوا من الثياب ما ستر العورة وأكلوا من الطعام أدناه مما سد الجوعة ونظروا إلى الدنيا بعين أنها فانية وإلى الآخرة أنها باقية ، فتزودوا من الدنيا كزاد الراكب فخربوا الدنيا ، وعمروا بها الآخرة ونظروا ، إلى الآخرة بقلوبهم ، فعلموا أنهم سينظرون إليها بأعينهم فارتحلوا إليها بقلوبهم لما علموا أنهم سيرتحلون إليها بأبدانهم تعبوا قليلا ، وتنعموا طويلا ، كل ذلك بتوفيق مولاهم الكريم أحبوا ، ما أحب لهم ، وكرهوا ما كره لهم . الله عز وجل قد أهان الدنيا