وفيها غاية المراءاة إذا صدرت ممن يرائي بها، وفيها غاية الترغيب إذا صدرت ممن يقتدى به؛ فذلك على قصد الاقتداء جائز للأقوياء بالشروط التي ذكرناها، فلا ينبغي أن يسد باب إظهار الأعمال، والطباع مجبولة على حب التشبه والاقتداء، بل إظهار المرائي للعبادة إذا لم يعلم الناس أنه رياء فيه خير كثير للناس، ولكنه شر للمرائي، فكم من مخلص كان سبب إخلاصه الاقتداء بمن هو مراء عند الله! وقد روي أنه كان يجتاز الإنسان في سكك البصرة عند الصبح، فيسمع أصوات المصلين بالقرآن من البيوت فصنف بعضهم كتابا في دقائق الرياء فتركوا ذلك، وترك الناس الرغبة فيه، فكانوا يقولون: ليت ذلك الكتاب لم يصنف كما ورد في الأخبار ، وبعض المرائين ممن يقتدى به منهم والله تعالى أعلم . فإظهار المرائي فيه خير كثير لغيره إذا لم يعرف رياؤه؛ وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ، وبأقوام لا خلاق لهم ،